Blog Archive

Wednesday, July 26, 2006

كُلُّـنــــا للـوطــــن


تؤكد مجريات الحرب التي تشنها إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية على لبنان أن أكثرنا، من العرب غير اللبنانيين متفقون على ترديد ‘’كلنا للبنان’’ مثلما يردد غالبية اللبنانيين كلمات نشيدهم الوطني ‘’كلنا للوطن’’. نرددها الآن كما يرددونها بحرقة قلب وبمحبة وبغضب. إلا أن لكلٍ منّا، كما لكلٍ منهم، لبنانه. نعم هناك من يتطرف فيرى في لبنان مجرد ساحة لصراعاته مع الإمبريالية أو قوى الكفر وما أشبه. وهناك من يتطرف في الاتجاه المعاكس فلا يرى بلاد ‘’الأوزاعي’’ و’’جبران’’ و’’فيروز’’ إلا ممراً لعبور عمولات الفساد ومرتعاً للعربدة. ا
لكن هذين الرأيين المتطرفين لا يمثلان غالبيتنا التي تقول وبصدق ‘’كلنا للبنان’’. من حق كلٍ منا أن يصوغ موقفه مما يجري طبقاً لمزاجه أو عواطفه أو مصالحه أو بناءً على تحليله لمعطيات واقعنا الجيوسياسي وما يراه من إمكانات أو معيقات لتطوير هذا الواقع وآفاقه
.
.
إختلاف وجهات النظر والمواقف هو ظاهرة صحية في مجتمعاتنا عليْنا ألا نخفيها أو نقمعها. لكن هل مِن حق أحدٍ أن يشكك في وطنية بل وحتى في عروبة من يرى أن لا مخرج من حال الوَهَن التي فُرضت على المنطقة إلا بممارسة المقاومة وبأي شكل ممكن من أشكالها؟ ا
أيجوز ترويج أكاذيب من قبيل أن المقاومة تمنع وصول كل المساعدات إلى لبنان؟ أليس عيباً من الناحية المهنية، ناهيك عن الأخلاقية أن نقرأ هذا الكذب في صحيفة بحرينية في اليوم نفسه الذي تنقل فيه محطة ‘’سي إن إن’’ الأميركية تصريحات مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند يحذر فيها من حدوث كارثة إنسانية جراء استمرار استهداف إسرائيل للمدنيين ومنعها وصول معونات الإغاثة إلى لبنان؟ ا
.
.
.
.
المقال منشور في
© 2006 صحيفة الوقت، جميع الحقوق محفوظة.
العدد 155- الثلثاء 29 جمادى الآخرة 1427 هـ -25 يوليو 2006 »
.

No comments: