Blog Archive

Wednesday, November 08, 2006

حَصَلَ ويَحْصُل في بندر البحرين

في الساعة الثانية من صباح السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني العام 1956 طوقت مفرزة أمنية مؤلفة من نحو ستين من المرتزقة الأجانب يقودهم ضابط بريطاني، الحي الذي فيه منزل المرحوم عبدالرحمن الباكر. ويصفُ الباكرُ في مذكراته منظراً تعودت عليه البلاد وترَوّعت به في الخمسين سنة التالية آلاف العائلات في كل أحياء البحرين وقراها. يقول ‘’كسروا البوابة الثانية المؤدية إلى بهو المنزل، ودخلوا فناء البيت وهم يصرخون بصيحات الحرب ونسوا أنهم جاءوا لاعتقال شخص أعزل يمكن أن يُستدعى بالتلفون، من دون أن يحدثوا هذه الأمور الجسام ويقتحموا المنزل عليه وهو لا يمتلك حتى عصا في بيته يدافع بها عن نفسه" ا’’
.
استمر احتجاز الباكر بعد اعتقاله مع أربعة من رفاقه في جزيرة جدة حتى 22 ديسمبر/ كانون الاول حين تم نقلهم إلى البديع للمثول أمام هيئة محكمة صورية أصدرت أحكامها بسرعة فقضت على كلٍ من الباكر والشملان والعليوات بالسجن لمدة أربعة عشر سنة، بينما قضت على كلٍ من بن موسى وفخرو بالسجن لمدة عشر سنوات. ثم جاءت المفاجأة في نهاية ديسمبر/ كانون الاول حين نُقل الباكر والشملان والعليوات على ظهر بارجة بريطانية من بندر البحرين، حليووه التي أحبوها، إلى المنفى في جزيرة سانت هيلانة، المستعمرة البريطانية في جنوب المحيط الأطلسي.ا
.
نشــر الباكرُ بعض سيرة حياته في كتابٍ متداول وهذا فضلٌ يتميز به عن غيره من قادتنا التاريخيين. فعن طريق الكتاب صرْنا نعرف تفاصيلاً لا تحتويها الوثائق البريطانية عن تلك الفترة من تاريخنا. ثمة خيط ممتد بيْن دفتيْ الكتاب يشير إلى حلم الباكر وأصحابه بدولة عصرية ديمقراطية يحكمها القانون والمؤسسات الدستورية
.
مقال منشور في الوقت بتاريخ 7 نوفمبر 2006
.

No comments: