Blog Archive

Tuesday, November 14, 2006

رامسفيلد وبولتون أميركيان قبيحان

أستبشرُ خيراً مما يبدو من تداعيات سياسية قد نشهدها في أعقاب الانتخابات النصفية للكونجرس الأميركي، وأهمها بالتأكيد هو الإعلان الرسمي عن وفاة مشروع المحافظين الجُدُد في الولايات المتحدة الذي تبناه الرئيس بوش لإعادة صياغة خريطة العالم، ثقافياً وسياسياً، حسب تصوراتهم لمتطلبات تأسيس الإمبراطورية الأميركية. لا يستند استبشاري إلى تصور أن الحزب الديمقراطي هو البديل الأفضل. فهذا غير ممكن في دولة يهيمن اليمين على الحزبيْن الرئيسيْن فيها، إلا إن نتائج الانتخابات أكدت اقتناع الناخبين الأميركيين بفشل أهم تجارب مشروع المحافظين الجدد ألا وهي تأمين احتلال العراق وإعادة تركيبه ليكون نموذجاً لإعادة تركيب أغلب بلدان منطقتنا في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد
.
مصدر استبشاري هو أن نهاية مشروع المحافظين الجدد ستعني أن العالم، أو على الأقل غالبيته المتضررة من الممارسات العدوانية الأميركية منذ مجيء الرئيس بوش، ستحظى بفرصة لالتقاط الأنفاس. وهي فرصة يحتاجها، على سبيل المثال، أورتيغا في نيكاراجوا وشافيز في فنزويلا في مواجهة مؤامرات الإدارة الأميركية ضد بلديْهما، كما يحتاجها، على سبيل المثال أيضاً، المناضلون من أجل البيئة الذين هزمتهم حتى الآن مواقف بوش المتصلبة تجاه جهود معالجة الاحتباس الحراري الذي يهدد مستقبل البشرية ككل. وهي فرصة نحتاجها نحن في منطقتنا التي أصبح القرار السياسي فيها رهينة البيت الأبيض منذ أن رُفعـت راية الشرق الأوسط الجديد وبدأ كلُ حاكم يفعل كلَ ما يُطلب منه، وأكثر، لضمان كرسيه وكرسي ابنه من بعده. وهو ارتهان وصل إلى أسوأ درجات المهانة بتجريم جمع التبرعات الأهلية لمساعدة أهلنا في فلسطين
.
شخصيا أحس بفرحة خاصة بسبب أن أولى تداعيات التغيرات التي شهدتها واشنطن هو إزاحة دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع في إدارة بوش واحتمال إزاحة جون بولتون، ممثلها في الأمم المتحدة. ففي هذيْن الشخصيْن تتمثل في عيني كل مساوئ الإدارة الأميركية
.
مقال منشور في الوقت بتاريخ 14 نوفمبر 2006
.

No comments: