Blog Archive

Wednesday, December 06, 2006

القمة السابعة والعشرون

في نهاية هذا الأسبوع ستنعقد قمة أخرى لمجلس التعاون الخليجي. وبهذه المناسبة ستمتلئ صفحات الصحف بكلمات يعيد بعض كتابها إعادة نشر ما كتبوه من مدائح قبل سنة أو حتى سنوات. وسيجد آخرون في الحدث السنوي مناسبة للتذكير بما كتبوه من تحليلات قبل سنة أو أكثر حول ‘’التحديات المصيرية’’ التي تواجهنا. بل وسيقول رئيس القمة الخليجية الحالية، بكلمات أخرى، ما سبق أن قاله رؤساء القمم التي سبقتها من ‘’أن ما تحقق من إنجازات لا يصل إلى طموحاتنا وتوقعات شعوبنا التي تطالب بترسيخ الخطى واختصار الزمن للوصول إلى الأهداف السامية’’. وسينفضّ السامر مساء الجمعة وستعود الوفود إلى بلدانها دون أن يتغير أمرٌ جوهري
.
على رغم قلة محصول ستة وعشرين قمة سابقة وعديد من الاجتماعات الدورية يثابر قادة المجلس على عقدها مثابرة تثير التعجب والإعجاب في آن. صحيح إنهم نجحوا في إعلان قيام مؤسسات خليجية بدءًا من درع الجزيرة وحتى الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى. إلا أياً من هاتيْن وعشرات المؤسسات غيرهما لم يتمكن من الوقوف على قدميه ولا استطاعت أن تترك أثراً فعلياً على حياة الناس. فلا درع الجزيرة، قبل تفكيكه، منع اجتياح الكويت ولا هو قام بتحريرها. من جهتها لم ترفع الهيئة الاستشارية مقدار خردلة إحساس المواطنين بمشاركتهم في إدارة شؤون بلادهم. فالهيئة الاستشارية تعاني مما تعاني منه المجالس المحلية، بما فيها البرلمانية والشوروية، في كل بلد من بلدان المنطقة بسبب محدودية الاختصاص وشكلية الممارسة وبسبب إن وجود هذه المجالس كافة مشروطٌ بإرادة الحاكم لا بسيادة المواطن
.
مقال منشور في الوقت بتاريخ 5 ديسمبر 2006

No comments: