Blog Archive

Tuesday, January 09, 2007

حذاري من فقدان الذاكرة

.
قبل ثلاثة أسابيع عتبَ الأخ أحمد البوسطة على جمعيتيْ ‘’وعد’’ و’’المنبر التقدمي’’ بسبب عدم إحيائهما للذكرى الثلاثين لاستشهاد محمد غلوم وسعيد العويناتي. وعلى رغم كرم كلماته فهي لم تستطع إخفاء خيبة أملٍ أحسَّ بها مثله كثيرون. من الممكن، بطبيعة الحال، اعتبار نسيان إحياء الذكرى أحدَ نتائج انشغال الجمعيتين بالانتخابات الأخيرة وخصوصاً جولتها الثانية التي شاركت فيها ‘’وعد’’ بكل طاقتها. بينما اعتبر آخرون أن السببَ يعود إلى تلك الآمال التي عُلِّقت على ما راج من إشاعات حول التعيين في مجلس الشورى، والتي أشار إليها الأخ رئيس المنبر التقدمي في إحدى مقابلاته الصحفية. ويؤكد بعض المتابعين أن تلك الآمال كانت وراء عدم الرغبة في استفزاز السلطة عن طريق إحياء ذكرى أول شهداء الحركة الدستورية في البحرين، محمد وسعيد. إلا أنني لا أميل إلى هذيْن التفسيريْن
.
قد لا تكون علة الأمر أكثر من غلطةِ الشاطر أو غفلتِه حسبما أكدّ لي أحدُ من سألتُ من الأصحاب. وهي غفلة لا تمانع الجمعيتان في موافقة الأخ البوسطة على ضرورة تجنبها في المستقبل. فنحن نحتاج جميعاً، سلطة وموالاة ومعارضة، إلى عدم نسيان ما حدث في الثلاثين سنة الماضية. وليس أقوى من إحياء ذكرى شهدائنا وسيلة لضمان ألا ننسى ما خبرناه من انتهاكات ولضمان عدم تكرار تلك الانتهاكات. ولا يظن أحدٌ إن استذكارنا أحداث تاريخنا القريب هو ترفٌ بل هو ضرورة لابد منها إن أردنا فعلاً أن نتصالح وأن نمضي معاً نحو بناء دولة دسـتورية تسهم في تشكيل هويتنا الوطنية. فليس من صالح أحد، سواء في صفوف المعارضة أو السلطة، أن ينتشر في البلاد وباء فقدان الذاكرة الجمعية أو أن ينتشر التلفيق التاريخي أو النفاق السياسي. ولهذا حين اتصلتُ بالأخ البوسطة لأشكره على دور مقالته في مكافحة وباء فقدان الذاكرة الجمعية وعدته أن أكتب شيئاً متصلاً بما كتبَ
مقال منشور في الوقت بتاريخ 9 يناير 2007
.

No comments: