:
تتشابه أحوالنا في كثيرٍ مع أحوال أهلنا في الكويت. كما إنها تختلف في كثير. فرَيْعية النظام في البلديْن تعطي السلطة السياسية في البلديْن ميزات تفوق ما هو متاح لمكونات المجتمع الأخرى. إلا التطور الاجتماعي والسياسي في الكويت أعطى مجتمعها قدرات لا تتوافر في البحرين. صحيح إنه مجتمع ضعيف مقارنةً بالدولة إلا أنه ليس واهناً مثل مجتمعنا الذي تتقاذفه آثار عقودٍ من التشطير. وينعكس هذا الاختلاف في طبيعة علاقة الكويتيين بالسلطة السياسية في بلدهم مقارنة بنا
.
لا ينحصر هذا الاختلاف في الأمور الشكلية من قبيل قدرتهم على تغيير الوجوه في مجالس الوزراء المتعاقبة سواء على مستوى الوزراء المتنفذين أو العاديين. بل أيضاً في طريقة تعامل النخب السياسية الكويتية مع ‘’الحكومة’’ مؤسسة وأفراد. فالكويتي يستطيع أن ينتقد أداء حكومته من رئيسها إلى أصغر موظفيها. ولقد رأينا بعضهم ‘’يتمادى’’ فيطالب باستقالة الحكومة، بل نراهم يطالبون أحياناً، والعياذ بالله بإقالتها. ولقد رأينا أمثلة عدة على قيام أمراء الكويت المتعاقبين بالتشاور مع ممثلي النخب السياسية سعياً لمعالجة الوضع السياسي كلما تعرض للاحتقان. أما عندنا فالحكومة، هي جبلٌ لا تهزه الريح. وهي فوق ذلك رشيدة وموقّرة حتى ليكاد المغالون في حبِّها أن يعلنوا إنها معصومة. ولهذا لم نسمع في البحرين عن وزيرِ أُعْفيَ من منصبه لأيٍ من الأسباب التي تتداولها الناس من قبيل قلة الكفاءة أو سوء الأداء المهني والإداري ناهيك عن الفساد. حين ينتقد الكويتيون وزراءهم لا تنقلب الدنيا ولا تتكهرب الأجواء ولا يتطوع إعلاميون رسميون وشبه رسميين للدفاع عن الوزير المنقود وتوجيه اللوم لناقديه واتهامهم بالبلاهة ناهيك عن العمل لحساب أجندة خارجية
.
.
.
.
No comments:
Post a Comment