Blog Archive

Tuesday, May 08, 2007

طـه محمـد الشــاذلي

.
في مثل هذا اليوم قبل سنة نشرتُ في الوقتِ مقالاً[1] تعرضتُ فيه إلى عدم جدوى الحلول الأمنية في إقناع الناس، خصوصا الشباب، بعدم اللجوء إلى الشارع للاحتجاج على ما يعتبرونه ظلماً أو تهميشاً. ولن ترتدع الناس عن ممارسة ما يعتبرونه حقاً من حقوقهم حتى ولو اجتمعت كل أجهزة الإعلام لتكيل الشتائم عليهم بدءا بالإرهاب وانتهاء بادعاء أن احتجاجاتهم غريبة عن ‘’طبيعة وتقاليد’’ البحرين. وأخيراً، وفي تطورٍ يعكس تنامي الوعي البيئي لدى النخبة السياسية في البحرين، رأينا من يلوم المشاركين في الأعمال الاحتجاجية لأن أعمالهم سببت أخطاراً صحية وبيئية بعد أن اُضطرت الشركة المشرفة على جمع القمامة في إحدى القرى إلى سحب جميع الحاويات منها (2)ا
.
تصدر من حين إلى آخر دعوات إلى تفعيل دور المجتمع المدني في تجنيد الشباب بهدف انتزاعهم من براثن القوى التي لا تريد بالوطن خيراً كما يقال. ولقد أصبحت هذه الدعوات قاسماً مشتركا في الجهود الإعلامية المبذولة لإرشاد الشباب ‘’المتهور’’ أو الذي في طريقه إلى التهور. ولم يقتصر الأمر هذه المرة على الأقلام المعهودة. فلقد شهدنا انضمام آخرين للفزعة الإعلامية التي استعادت بعض أسوأ ما بُثّ ونُشر في التسعينات. ورأينا بعض أصحابنا يستعير من مصر الملكية دعوة ‘’كل مواطن غفير’’ بل ويكاد يطالب بإلزام الأهالي بمساعدة رجال الأمن لحماية قراهم من ‘’الغرباء’’. ضمن هذه الفزعة الإعلامية، ازداد التنافس بين شريحة من الإعلاميين في كيل المديح لمواطنين في إحدى القرى، قيل، ولم يثبت، إنهم قاموا بالتصدي لمخربين ومشاغبين غرباء أتوا إلى تلك القرية من ‘’خارجها’’. ولعل كثيرين غيري شاهدوا على الفضائية البحرينية تلك الجلسة التلفزيونية التي تبارى فيها رئيس جمعية يسارية مع ممثلي وزارة الداخلية في إدانة ‘’الغرباء’’ الذين يحولون القرى الآمنة، رغم أهلها، إلى ساحات شغب ومواجهة. ولم يقل لنا أحدٌ متي صار الفتى البلادي غريباً عن السنابس؟ أو من منا اكتفى، منذ الخمسينات، بالتظاهر أمام بيوتنا وفي أحيائنا فقط؟ .ا
.
.
.

No comments: