Blog Archive

Wednesday, June 06, 2007

عـن الاشتبـاك الإيجـابي

يُكرر كثيرون التنبيه من توتير الأوضاع في البلاد وإعادة تأجيج علاقات العداء النافية للآخر التي سادت في العقود الثلاثة التي سبقت ميثاق العمل الوطني. ولقد أشار أخونا محمد فاضل في مقالته الأخيرة [1] إلى أن سلمنا الأهلي يواجه أخطاراً تتطلب قبول جميع الأطراف بالانخراط فيما يسميه بالاشتباك الايجابي
.
لا خلاف على أن الاشتباك الإيجابي مطلوب. إلا أن ثمة تمهيدا لابد منه لكي تصبح العلاقة التنافرية القائمة منذ عقود اشتباكا إيجابياً. والتمهيد مطلوب أيضاً لكي يتحول ‘’حوار الطرشان’’ الذي تشهده بلادنا منذ الاستفتاء على الميثاق إلى ‘’حوار جدي’’. والخطوة الأولى في هذا التمهيد هي اعتراف كل طرف بوجود الأطراف الأخرى وبأهليتها وبحقها المتساوي في التحاور. والخطوة الثانية هي توافق ممثلي الأطراف المعنية على وجود مساحة مشتركة، من ضمنها الميثاق. يجب التحاور حول تنظيمها أو تطويرها أو التوسع فيها. لم نتمكن، حتى الآن، من القيام بهاتيْن الخطوتيْن. وانعكست آثار هذا الفشل على علاقة الناس، معارضين أو موالين، مع النظام السياسي منذ بداية نشأته على يد الميجر دالي في عشرينات القرن الماضي. ولقد أسهم عدم الاعتراف بالآخر وانعدام التوافق على المساحات المشتركة في بقاء بناء الدولة مهمة غير منجزة
.

No comments: