.
للمرة الثانية احتفلت السويد بعيدها الوطني في السادس من يونيو/ حزيران. وكما هو الحال في دول كثيرة فلقد كان اليوم عطلة رسمية وشهدت بعض الحدائق العامة في عددٍ من المدن السويدية مظاهر احتفالية بدءًا من العزف الموسيقي والرقص الفولكلوري وحتى مسيرات صغيرة للأطفال. ولكن يوم الأربعاء الماضي لم يكن يوماً وطنيا عادياً. فهو يومٌ مُصطنع ومُختلفٌ عليه
.
حتى سنوات قليلة مضت كانت السويد تتميز عن أغلب بلدان العالم بخُلِّوها من المناسبات ‘’الوطنية’’ بما فيها العيد الوطني. ولقد ظل هذا الأمر محل مفاخرة السويديين، والمقيمين في بلادهم، لما يعكسه من ضعف المشاعر الشوفينية لديهم مقارنة بمحيطهم. إلا إن الأمور بدأت تتغير في العام 1983 حين صوّت البرلمان السويدي على اعتبار يوم 6/6 ‘’يوماً وطنياً أسوة ببقية دول العالم التي تحتفل بأعيادها الوطنية’’. وبعد أكثر من عشرين سنة صوّت البرلمان السويدي في 2005 على اعتبار هذا اليوم عطلة رسمية
.
يتفق من أعرف بين السويديين على ‘’سبب’’ اختيار هذا اليوم بالتحديد للاحتفال بعيدهم الوطني. ففي حين يعرف كل الناس في البحرين أن العيد الوطني هو يوم جلوس الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، يشير من تسأل من السويديين، بحسب المزاج السياسي، إلى ثلاثة أحداث تاريخية، أولها هو تاريخ انتخاب جوستاف فاسا ملكاً للبلاد في العام ,1523 والثاني يعود للعام 1809 حين تم إقرار الدستور الذي فصَّل حقوق المواطنة ووضع أسس ضمانات حرية التعبير وحماية الملكية الشخصية، أما الثالث فهو من العام 1916 حين استكملت الدولة السويدية شكليات بنائها بإقرار
علمها الرسمي في صورته الحالية
.
مهما يكن ‘’السبب’’ فإن النتيجة التي توخاها البرلمان السويدي في 1983 من تحديد يوم للاحتفال بالعيد الوطني وفي 2005 من إقراره يوم عطلة رسمية هي نفسها النتيجة التي يتوخاها كل المسؤولين في مختلف دول العالم التي تحتفل بأعيادها الوطنية. على رغم اختلاف أسبابها ومناسباتها تتقارب النتائج المرجوة من كل هذه ‘’الأعياد الوطنية’’. ومن أهم هذه النتائج هو الوصول إلى توافق بين الشرائح الأساسية في المجتمع على مساحة مشتركة تتفاعل فيها. وتشير الخبرة البشرية إلى إن أقصر الطرق للوصول إلى ذلك التوافق هما اثنان
.
.
.
.
No comments:
Post a Comment