Blog Archive

Wednesday, July 11, 2007

من آراء المرحوم الشيخ سليمان المدني

.




:::::::::::::
::::::::::::::.

س : ألا يجوز إشراك جميع الفصائل الوطنية في اتخاذ القرار وإذا تعذر اتخاذ القرار من جانب الدينيين واختلافهم؟

سماحة الشيخ : أنا لا أفهم الفصائل الوطنية، أنا عندي المواطن هو المسلم فقط، أما من ولد من مسلمين ثم لم يؤمن بالإسلام فحكمهم في الشريعة باتفاق الفقهاء هو القتل، وإذا أعلن التوبة نعطيه فرصة لقضاء ما فاته من صلاة وصيام ثم يقتل أيضا حدا، فكيف إذا كان هذا هو الحكم الشرعي باتفاق العلماء والفقهاء كيف أقول أنه يجوز له أن يشارك في القرار وأنا لا أجيز له أن يشارك في الحياة. الشيء الثاني أن اختلاف الدينيين ليس بأكثر من اختلاف الليبراليين مع بعضهم البعض أو مثلا الرأسماليين أو الشيوعيين أو غيرهم. أيها الأخ الكريم واجبك يا أخي أن تقول في بلاد المسلمين للمسلمين أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، أيها الناس فيئوا إلى الله، التزموا بأحكامه، طبقوا شرائعه قبل أن يأتيكم يوم من الله لا مرد له، هذا هو واجب المسلم أن يدعو إلى الله، أن يدعو إلى الالتزام بأحكام الله لا أن ينادي بنظريات كافرة ويأتي بمفهومات باطلة مثل الفصائل الوطنية. لقد كان يقول أصحاب النظرية الديمقراطية الدين لله والوطن للجميع، أما نحن فنقول (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) فالوطن لله ولا يبقى عليه إلا من آمن بالله.

س :
إذا كانت الديمقراطية لا يجوز المطالبة بها فما هي المطالبة الصحيحة الشرعية؟

سماحة الشيخ : المطالبة الصحيحة هي أن تدعو إلى تطبيق أحكام الله وتدع عنك المفاهيم والعنوانات الباطلة التي اخترعها البشر والتي يقول الله سبحانه وتعلى فيها (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآبائكم ما أنزل الله بها من سلطان).

س : ما الفرق بين العلمانية والليبرالية؟

سماحة الشيخ : الليبرالية معناها الانفتاح على جميع النظريات ولا يميز بين نظرية ونظرية وإنما يقول أن ما تريده الأكثرية يجب يوصل إليه بدون النظر إلى مصدره، إلى صحته إلى غير ذلك، هذا هو الذي قامت عليه الديمقراطية الغربية. العلمانية في الحقيقة مصطلح جاؤا به لأنهم في ذلك الوقت كانوا يقولون فلان كنسي وفلان علماني، فلما تغلب جانب العلمانيين على الكنيسة ارتبطت الثورة الفرنسية بهم، وارتبطت أيضا أمور الديمقراطية في بريطانيا بهم كأنما تشابكت المفاهيم وأطلق على كل من يدعو هذه الدعوة بلفظ علماني، ولكن ليس كل من يدعو بهذه اللفظة علماني، لأنه قد لا ربط له بالعلم مطلقا كالشيوعيين مثلا، هؤلاء ليسوا علمانيين، هؤلاء ملحدين لأن النظرية الماركسية لا ربط لها بالعلم مطلقا ولا يقرها أساس العلم البشري ، وأن جميع أساسات العلم البشري تقوم من البحث عن السبب وأنه لا شيء يقع من دون سبب ، والحال أن النظرية الماركسية تقول بأن الكون لم يكن له سبب ولم يكن له موجد ولم يكن له أصل.

س : لو كانت الديمقراطية والدعوة إليها نتيجتها سيطرة الإسلاميين واستلامهم زمام التشريع والأمور فهل ذلك يعارض مبادئ الإسلام؟

سماحة الشيخ : القضية قضية مبدأ وليست قضية مرحلة، مثلا لو جاءت دولة غير مسلمة لا سمح الله واحتلت دولة أو أرضا من بلاد المسلمين، هذه الدولة حتى تستطيع أن تتدخل في التشريع ماذا تعمل؟ أول شيء تصدر قوانين في أول الأمر هي طبعا لن تصدر قوانين منافية للإسلام، لماذا؟ لأنها تخاف أن يحصل الهيجان، قد تصدر قوانين حينما يقرؤها الفرد العادي يراها قوانين ممتازة كلها مطابقة لروح الإسلام، هذه القوانين يعمل بها سنتين، ثلاث، أربع، خمس عندئذ تعلن تلك الدولة أن القانون يحتاج إلى تعديل، إجراء بعض التعديلات، لا تعدل القانون كله، تعدل مادة، مادتين وكم كل سنة تعدل مادة مادتين بعد ثلاثين، أربعين سنة لا يبقى من ذلك القانون الذي كان مطابقا لروح الإسلام شيء ويتحول كله إلى قانون كفر . وهذا هو الذي يجعلنا هنا في البحرين نرفض تقنين الشريعة لأنه حينما تقنن الشريعة سنصل إلى نفس النتيجة التي وصلت إليها بلاد أخرى، مثل العراق، المغرب وغيرها ؛ كلها كانت في البداية قد قننت الشريعة ثم جرت التعديلات على تلك التقنينات وأصبحت القوانين كلها لا علاقة لها بالشريعة . عندما أدعو إلى الديمقراطية معنى ذلك أنني آمنت بنظام لا علاقة له بديني ويتعارض مع دعوتي الإسلامية . عندما أنا أدعو إلى الديمقراطية ولو لسيطرتي أنا في مرحلة من المراحل فهذه أوراق قصيرة وأكون قد خنت مبدئي وأنني سمحت بأن يأتي غيري أيضا ويسيطر على الأمور، أنا اليوم معي الجماهير، بعد خمس سنوات من يضمن أن تبقى معي الجماهير، إلا ترى أن الجماهير يمكن تغيرها بمجرد إشاعة وقد أثبتت هذه الأزمة مدى تأثر الناس بالإشاعات الباطلة والكاذبة ومدى تشبثهم بها ومدى تصديقهم لها واندفاعهم معها وتحطيمهم حتى لأنفسهم ومقدساتهم وعلمائهم بناء عليها، أصلا المسلم يلزمه أن يدعو إلى الإسلام لا أن يدعو إلى الديمقراطية أو إلى دكتاتورية البروليتاريا أو إلى أي مبدأ آخر من المبادئ أو نظرية أخرى من النظريات، (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)، (أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة وجادلهم بالتي هي أحسن). واجب المسلم هي الدعوة إلى الله بين غير المسلمين فكيف يجوز له أن يدعو إلى تنظيمات وإلى نظريات وإلى مبادئ خارجة عن الإسلام بين المسلمين، ليس من يقول أنني أدعو إلى الديمقراطية حتى يتسنى لي أن أسيطر على الأمور إلا سذاجة وقصر نظر.


::::::::::::::::::::

2 comments:

Anonymous said...

سلااااااااام رفيق

خلي بالك طووووويل عليهم فالمجتمع يتغير حتى لو لم يتغيروا

فاطمة البحرانية

AbuRasool said...

معك حق. أو كما قيل الثابتُ والمؤكد الوحيد هو التغير

عبدالهادي