.
اعترض قارئٌ على توصيفي للورد إريك إيفبيري بأنه ‘’صديقٌ حقيقي للبحرين وأهلها[1]’’. وبطبيعة الحال فلأخينا الحق في أن يعتبر من يشاء صديقاً أوعدواً. ما قد يحتاجه، إن شاءَ، هو أن يبيِّن حيثيات إدانته للرجل. فلعل البحرين الرسمية والشعبية أخطأت حين استقبلت اللورد قبل أربع سنوات وقامت تجاهه بواجب الضيافة. ولعل الناس أخطأوا حين عبَّروا له طوال أسبوع زيارته وقتذاك عن امتنانهم لدوره في التسريع بخروج بلادنا من أزمتها السياسية والأمنية. صحيحٌ إن هناك أطرافاً رسمية وشعبية امتعضت من تلك الزيارة إلا أنني لا أعرف أحداً منها تجرأ على الاعتراض على الموقف الرسمي/ الشعبي تجاه ضيف البلاد وصديق أهلها. لقد حظيَ اللورد إيفبيري بما يستحقه من تكريم رسمي وشعبي حين تبين أنه لم يأتِ للحصول على مال أو وسام أو جنسية
.
لسوء الحظ تروجُ فكرةٌ مغلوطة مفادها إن الأجنبي الذي يقبض ثمناً مقابل تبرير أخطائنا للعالم، فهو صديقنا الحميم أما من يناقش معنا نواقصنا فهو عدونا اللدود. ويبدو أن هذه الفكرة قد تسربت إلى ما نسبته إحدى الصحف المحلية لأخينا النائب جاسم حسين في معرض تفسير عدم حضوره ندوة لندن الأخيرة بأنه لا يرى ‘’صحة تدخل أية جهة خارجية سواء كانت حكومية أو غيرها، في شؤون البحرين الداخلية، ولهذا كان قراري بعدم حضور الندوة السنوية[2]’’. أقولُ ‘’ما نسبته إحدى الصحف’’ لأن ما سمعته من الأخ النائب، أمام أصدقاء مشتركين، يختلف عن ذلك تماماً. ولهذا أشك في صحة ما هو منسوبٌ إليه أو على الأقل إنه قصدَ ما يُفهم منه. إلا أن الأمرَ راجع له لتصحيحه إن شاءَ. فلا يمكنني تصديق إنه يتهمني أو يتهم من شارك فعلاً في الندوة اللندنية إننا ندعو جهات خارجية إلى التدخل في شؤون البلاد ولهذا هو لم يشارك فيها. هذا في وقتٍ يعرف فيه إنني أعارض، كما يعارض كثيرون، وجود القاعدة العسكرية الأميركية في البحرين. ويعرف أنني عارضتُ أيضاً، كما عارض كثيرون، استدعاء ‘’نصيحة’’ السيستاني للترويج لتيار المشاركة في الانتخابات الأخيرة
.
.
No comments:
Post a Comment