.
كرَّرت بيانات وزارة الداخلية طوال الأيام الماضية تأكيد حرصها على احترام القوانين والتزامها بالقيام بواجباتها في حماية الأمن. بل إنها في بياناتها تصر على أنها هي الطرف المُعتدى عليه فيما يجري من مواجهات في ‘’مناطق الأحداث’’. فهي إنما أرسلت قواتها إلى تلك المناطق لمنع ‘’تظاهر وتجمع غير قانوني وإغلاق الطرقات العامة وحرق حاويات القمامة والإطارات’’ ولوقف ‘’ترويع أمن وسلامة المواطنين والمقيمين’’. وعلى من لا يصدق بيانات الوزارة إلا اللجوء إلى مؤسسات الدولة الأخرى للتأكد من سلامة موقف الوزارة القانوني
.
تكشف هذه البيانات عن عدم تماس بمشاعر الناس. فلو كان المتضررون من إجراءات وزارة الداخلية يثقون بالدولة ومؤسساتها، ولو أن الدولة وفّرت لهم ما يجعلهم يثقون بها، لما شهدت البلاد ما تشهده الآن. فما تكشفه التقارير الإخبارية في صحف محلية وما هو متداول في المواقع الإلكترونية علاوة على العشرات من لقطات الفيديو والصور المنتشرة في الفضاء الإلكتروني يشير إلى عكس ما تريدنا البيانات الرسمية أن نصدقه. من بين ما يستحق الاهتمام في حوادث الأيام الماضية هو كثافة القنابل الغازيّة. قد يكون بعض هذه القنابل الطائشة طائشة حقاً وقد يكون بعضها بسبب سوء تدريب الجنود على التهديف أو بسبب عدم قدرتهم على قراءة تعليمات الاستخدام. ولكن من يُقنع الضحايا بأن بعض الطائش ليس مقصوداً؟ا
.
.
.
No comments:
Post a Comment