Blog Archive

Tuesday, February 19, 2008

الخبرة الكينية في البحرين

.
.
في الفصل الثامن من كتابه «البحرين 1920-1971 قراءة الوثائق البريطانية«[1]، يتعرض أخونا سعيد الشهابي إلى بعض تفاصيل استقدام أيان هندرسون إلى البحرين في العام 1966 .ا فمن جهة أثبتت انتفاضة 1965 أن الحركة الوطنية قد تغلبت على الضربة التي تلقتها قبل ذلك بتسع سنوات حين اعتقل قادة هيئة الاتحاد الوطني، وتم نفي بعضهم بعد محاكمة صورية. بل إن الحركة الوطنية أثبتت قدرتها على اتخاذ المبادرات الجريئة حين قامت جبهة التحرير الوطني بتنفيذ الهجومَين المزدوجَين اللذين أديا إلى إصابة المسؤول البريطاني عن الجهاز الأمني ومساعده الأردني بإصابات بليغة. ومعلومٌ أن تلك العملية الفدائية أدت أيضاً إلى إعطاب الجهاز الأمني نفسه علاوة على ما بثته من رعب في قلوب عناصر ذلك الجهاز والمتعاونين معه. ولعل في هذا ما يفسر ما نلاحظه في الوثائق البريطانية من إلحاح لندن والمعتمد البريطاني في البحرين على التعجيل باستدعاء هندرسون حتى قبل صدور موافقة السلطات المحلية بحسب ما تتطلبه الشكليات البروتوكولية. فما كان يهم البريطانيين ليس مشاعر المسؤولين المحليين ولا حتى شكليات العلاقة السياسية، بل أولاً وأخيراً الإتيان بمسؤولٍ قادر على إعادة بناء الجهاز الأمني وإعادة هيبته المفقودة عبر زرع الخوف في صفوف الناس
.
يستند الشهابي إلى كتاب «الماوْماو وكينيا - تحليل لثورة فلاحية» الذي ألفه في التسعينيات الأكاديمي الكيني وونياباري مالوبا[2]. ففيه يشرح مالوبا مختلف أطوار السياسة الاستعمارية وكيف دمّرت كينيا وأفقرت أهلها وكيف حولت الاختلافات القبلية واللغوية إلى خلافات ونزاعات دموية. رغم إيلامها وما تتضمنه من مآسٍ لا تختلف الصورة البانورامية التي يرسمها مالوبا عن الممارسات الاستعمارية في بلاده عن غيرها من البلدان التي عانت من القهر الاستعماري، إلا أن القارئ البحريني سيهتم بمعرفة تفاصيل دور هندرسون في قمع حركة الاستقلال الكينية. كذلك بمعرفة أن أكبر مؤهلات المذكور كانت عنصريته التي تفسر قسوته البالغة تجاه الأفارقة السود والهنود من مناهضي الوجود الاستعماري في كينيا. ولم تكن تلك القسوة تقف عند حدود أخلاقية أو دينية. فبريطانيا بالنسبة إلى هندرسون هي فوق الجميع. علاوة على تلك الصورة البانورامية يتناول الكتاب تفاصيل تستحق أن نتفكر فيها لعلاقتها المباشرة وغير المباشرة بالمسار الذي اتخذه تاريخنا منذ أبريل/ نيسان 1966 أي منذ ذلك اليوم البائس الذي حطت فيه الطائرة البريطانية في مطار البحرين لينزل ذلك الضابط ذو اليدَين الملطختَين بدماء آلاف الكينيين من المناضلين في سبيل الحرية والكرامة
.
جاء هندرسون إلى البحرين بتلك الحقيبة العنصرية بما فيها من ازدراء قيمة البشر الآخرين واستهتار بأمنهم وبأرواحهم. لا يختلف هندرسون عن آخرين في موقعه الأمني نفسه فيما كان يمتلكه بخبرة متميزة وطويلة في تجنيد العملاء والمخبرين وزرع العملاء أو ما يسمى «اختراق» التنظيمات المعارضة. فهذا ما يفعله أو يسعى إليه كل جهاز أمني. إلا أن هندرسون كان متخصصاً في تجنيد كوادر قيادية بعد تعريضها إلى غسيل الدماغ قبل إعادة زرعها في تنظيمات المقاومة الكينية. أسارع للإشارة إلى تأكيد مالوبا على أن قدرات هندرسون وقفت عاجزة تماماً أمام صلابة غالبية المناضلين الكينيين. فلولا تلك الصلابة والإصرار على المبادئ لما تحررت كينيا ولما طُرد هندرسون منها. ا
.
جلب هندرسون خبرته في غسل الأدمغة وتجنيد الكوادر القيادية معه إلى البحرين. ولا أكشف الآن سراً حين أقول إن هندرسون جرّب حظه منذ الأيام الأولى لعمله في البحرين مع عددٍ من معتقلي انتفاضة 1965 الذين بقوا في سجون البحرين ومعتقلاتها. ا لقراءة بقية المقال أنقر هنا
.
.
.
.

No comments: