Blog Archive

Tuesday, April 22, 2008

مانديلا والحاج عباس

.
أستعيدُ الآن صورة مناضلٍ أعرفه جيداً كان يتقدم الصفوف وكان يعاني ما يعانيه أمثاله من ملاحقات أجهزة الأمن ومن مضايقاتهم حتى في لقمة العيش. مناضلٌ من جملة مناضلين كادت زنزانة المعتقل أن تصبح بيتهم الثاني يدخلونها المرة بعد المرة لساعات أحيانا أو لأشهر أو لسنوات من دون محاكمة أو حتى توجيه تهمة
.
مناضلٌ صمد في كل فترات اعتقاله حتى حين يشتاق لأهله ولأحبته أو حين تأتيه الرسالة الشهرية اليتيمة المسموح له بها من أمٍ أو زوجة أو ابنة ويرى كيف شوَّه قلم الرقيب الأمني تلك الكلمات البريئة تشطيباً وتسويداً. مناضلٌ لم تهزه اعترافات رفاقه المنتزعة تحت التعذيب ولم تُفقده الأمل في مهرجان قادم. مناضلٌ لم يستوحش الطريق لقلة سالكيه لأنه يعرف أن الطريق طويل وشائك ولكنه يصر على المضي فيه مع غيره من المناضلين والمناضلات ممن قرروا أن يصبح الحلمُ مشروعاً يوفر أسباب السعادة للناس. أستعيدُ صورة ذاك المناضل الذي أعرفه جيداً فيعتصر الألمُ قلبي خصوصا حين أستعيد أيضاً كيف انهار سريعاً أمام المغريات حال عُرضت عليه. ظل صامداً لعشرات السنين في وجه سيف المُعِزِّ وسياطه لكنه سقط سريعاً لحظة هزّ المُعِزِّ صرة ذهبه. فما فائدة أن يصمد إنسانٌ ببطولة أمام التحديات التي يمثلها البقاء في المعتقل أو في المنافي أياماً أو سنين لكنه يفشل في الصمود ساعة واحدة أمام رنة دينار أو لفتة حنان من صاحب سلطان؟ا
.
.
.
.
.

No comments: