Blog Archive

Tuesday, June 10, 2008

أتاكَ الربيعُ الطلْقُ يختالُ ضاحكاً



.

تحت هذه الكلمات التي افتتح بها أبو تمام قصيدته المشهورة كتب أحمد عبدالمعطي حجازي مقالاً تعرض فيه للفرق بين الربيع في بلدان مختلفة [1]. فالربيع كما يقول ليس مجرد زمان يمر وإنما هو زمان ومكان. بل إن طبيعته التي تختلف من بلد إلى آخر تفرض على أهل كل بلد أسلوباً خاصاً في الحياة وتنتج وعياً بالعالم وثقافة تتأثر بالواقع وتؤثر فيه. فربيع البلاد الغنية بالأمطار يختلف عن ربيع البلاد التي لا تعرف المطر إلا في أصيافٍ متباعدة. ولهذا، يقول حجازي، فمن المنطقي «أن يكون ربيع مصر مرتبطاً بالنيل وخاصة بالفيضان الذي يغمر أرض الوادي في شهور الصيف. ثم ينحسر عنها ليبدأ موسم البذار في الشتاء فتخضر مصر وتزهر وتثمر. من هنا لم تكن فصول السنة في مصر القديمة أربعة فصول كما هي الآن عندنا وعند غيرنا من البلاد التي نقلت عن الأوروبيين تقويمهم، وإنما هي ثلاثة فصول تتوافق مع ما يتعاقب على البلاد من فيضان، وارتواء، وجفاف».ا
.

.


:
.
.

No comments: