Blog Archive

Tuesday, June 17, 2008

حول رسالة الاسترحام

.
لولا الصدفة لفاتتني قراءة مقالٍ نشرته ''الوقت'' بقلم الأخويْن عبدالنبي العكري وأحمد الخياط[1] انتقدا فيه بعض ما جاء في أحد مقالاتي حول أزمة التيار الوطني والديمقراطي[2]. ففي مقالي موضوعُ الانتقاد أشرتُ إلى أن وضعنا الآن أفضل مما كان عليه في بداية التسعينات. فحينها بدا الطريقُ مسدوداً في أعين الكثيرين وتسرب اليأس إلى قلوب مناضلين مخلصين وفرض عليهم طرْق أبواب السفارات سعياً لإقناع هذا المسؤول الخليجي أو ذاك بالتوسط لدى المسؤولين في البحرين. ولقد وصل سوء الحال إلى درجة سهّلت تسويق اقتراح بتوسيط الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز. ومعلومٌ أن ذلك الاقتراح قبل عرضه على اليساريين عُرض على الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين. ولقد رفضت الجبهة الاقتراح رغم أن لها في ذلك الحين عشرات الأعضاء في السجن ومئات المناصرين في المنافي بعد اضطرارهم للخروج من إيران. على أية حال أسهمت عدة عوامل بما فيها الظروف السيئة التي كان يعيش في ظلها بعض قادة المعارضة اليسارية في المنفى في تسرعهم بقبول الدعوة لتدبيج رسالة تعهد الوسطاء بإيصالها إلى العاهل السعودي الراحل
.
بعد قراءة مقال الأخويْن العكري والخياط لاحظتُ أن حماس محرر الصفحة في ''الوقت'' ربما أضاف إلى عنوان المقال ما ليس فيه. فلم أجد فيه رداً على ما كتبتُ. بل لم أجد فيه ما أختلف جدياً عليه مع الكاتبيْن إلا في نقطة واحدة. ولهذا نشرتُ نصُّهما في مدونتي رغبة في تعميم الفائدة. فحسب فهمي تمحور اعتراض الأخويْن على نقطتيْن. أولاهما هي عدم إشارتي لحالة الضنك والملاحقة الأمنية التي كان كثيرٌ من المناضلين في المنفى يعيشون في ظلها. أتقَّبلُ هذا الاعتراض ولا أجد عذراً يبرر عدم إسهابي في شرح الظروف المعيشية والأمنية التي كانت سائدة في دمشق وقبلها في بغداد وعدن وبيروت. وحتى لوْ حاولتُ فلن أستطيع إيفاء الموضوع حقّه ضمن الحيّز المتاح لمقالي الاسبوعي في ''الوقت''. أما الاعتراض الثاني الذي لا أقبله البتة فيتعلق باستخدامي كلمة ''استرحامية'' لتوصيف تلك الرسالة. لا أرى هذا الاعتراض مبرراً أو مقبولاً. فليست هذه أول مرة أطرح هذا الرأي بل إن جميع المعنيين يعرفون أن تقييمي لتلك الرسالة يختلف جوهرياً عن تقييم الموقعين عليها
.
.
.
.

No comments: