اهتم أغلب الإعلام الغربي بالمظاهرة السياسية التي نظمتها الولايات المتحدة في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الدائرة في العاصمة الصينية. فحين دخل الوفد الأميركي ساحة استاد «عش الطير» رأينا أن حامل الراية الأميركية هو الرياضي «لوبيز لومونج» وهو لاجئ من مواليد دارفور في السودان وحصل على الجنسية الأميركية في السنة الماضية. وقرأ معلقون في ذلك رسالة احتجاج أميركية ضد الصين التي تتهمها بمساندة حكومة السودان
.
لا أقصد الاستهانة بدوافع أعضاء الوفد الرياضي الأميركي حين أشير إلى أنهم تظاهروا باسم حكومة بلادهم وللتعبير عن موقف إدارتها. ولا حين أعتبر مثل كثيرين من المتعاطفين مع أهلنا في «دارفور» أن التظاهرة الأميركية كانت استغلالاً لمأساة أولئك الناس. وهو استغلال يزيد من قسوته ما تقترفه الإدارة الأميركية من جرائم في مناطق أخرى من العالم. فلم تكن مشاركة الرياضيين الأميركيين في تلك التظاهرة تعبيراً عن تضامن إنساني بل جزءاً من «مهمة» رسمية لا تكلف المشارك فيها شيئاً. إلا أن أسوأ ما في تلك التظاهرة هو أنها تأتي في سياق الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين وتنافسهما السياسي والاقتصادي بشأن السودان وغير السودان. ولا يُستبعد أن تتناسى الإدارة الأميركية كل «دارفور» وأن تتركها لمصيرها حين تتوصل إلى تسوية بشأن أمور عالقة بينها وبين الصين
.
.
.
No comments:
Post a Comment