Blog Archive

Tuesday, November 18, 2008

في فمِ الشيْخِ ماء

.
.
أعود لمواصلة التذكير ببعض مداخلات المشاركين في ندوة نادي العروبة عن «أولويات المرحلة». إلا أنني سأتجاوز اليوم عددا من المداخلات المهمة لأصِل إلى مداخلة الشيخ عيسى بن محمد الخليفة. فلقد أغنى الشيخُ الندوة بما قاله وكذلك بما لم يقله. ومازلتُ ألومُ نفسي لأنني ركزتُ فقط على ما قاله الشيخ تصريحاً ولم أنتبه بسبب غفلتي إلى ما لم يقله.ا
.
ولعل من حضر الندوة أو حصل على تسجيلاتها يعود لملاحظة أن مشاركين سألوا الشيخ عيسى بعد أن اختتم مداخلته عن توقعاته الشخصية. فاكتفى بترديد القول المشهور «في فمي ماء وهل ينطق من في فيهِ ماءٌ؟». وبطبيعة الحال لم يكن الشيخ عيسى خائفاً من إبداء رأيه ولم يكن أحدٌ منا يشك في جرأته. فهل كان يعرف من الأمور ما لم يكن أيٌ منا قادراً على توقعه ناهيك عن معرفته؟ هل كنا , عدا الشيخ، في غفلة مما يدور حولنا ونحن نحسب أنفسنا سياسيين مخضرمين أو مثقفين معجومين؟ هل كانت الأمور قد حُسمت قبل أن نصل إلى نادي العروبة وإننا كنا نوهم أنفسنا بأننا نسهم في حسمها؟ لا أعرف الجواب حتى الآن.ا
.
قد يجد قارئ وقارئة هذه الملاحظات تبريراً آخر لهذا التجاوز في الدعوة التي وجهها قبل أيام الشيخ عيسى بن محمد رئيس جمعية الإصلاح إلى الجمعيات السياسة والاجتماعية. أي إلى ما سماه «إطلاق مبادرات جديدة بشأن التعايش نتجاوز فيه الكلام في السياسة والعقيدة إلى تبني رؤية وطنية واجتماعية». وتضمن الخبر الذي نشرته صحيفة «الوقت» إشارة الشيخ إلى أن جمعيته قامت بدورها «فتبنت المبادرة للالتقاء بجماعة الشيخ عبدالأمير الجمري». وكذلك تأكيده على أن الحديث كان واضحاً في تلك اللقاءات بين الطرفيْن حين ركّز على ضرورة وأد فكرة التمييز لأن الوطن يسع الجميع.ا
لن أتعرض إلى الدعوة نفسها. فهي دعوة موجهة إلى الجمعيات السياسية والاجتماعية وعلى هؤلاء مسؤولية التعامل معها بما فيه مصلحة البلاد وأهلها. فلا أظن أن عاقلاً سيقف ضد تشجيع اللقاءات بين القيادات والشخصيات المعنية بالشأن العام للبحث عن مخارج عقلانية من المأزق الذي وقعت البلاد فيه بعد سنوات من ارتباك الخطاب السياسي على الصعيدين الشعبي والرسمي وعلى جانبيْ الموالاة بأشكالها والمعارضة بدرجاتها. ويستحق أخونا عيسى بن محمد الشكر الجزيل. فلقد وضع ثقله السياسي والاجتماعي والشخصي وراء فكرة أتمنى نجاحها ونجاح المساهمين فيها على الأقل في وقف استمرار التدهور السياسي الذي نشهده. أكتب هذا رغم أنني أرى أن دعوة الشيخ ناقصة
.
.

No comments: