Blog Archive

Tuesday, January 20, 2009

الحدّ والمالكية وعسْكر

.
.
.
في إحدى الصور الأرشيفية التي أعيد نشرها في الأسبوع الماضي[1] نرى جمهرة من العاملين في الصيد من سكنة مدينة ''الحِد'' يحملون لافتات احتجاجية ضد الدفان. وهي لافتات تعوّدنا رؤيتها في الصحافة أو في المواقع الإلكترونية بما تحمله من عبارات تطالب بتوفير الحماية من نفوذ ''المتنفذين'' وبالتعويض عن الخسائر التي يسببها الدفان. فما رفعته لافتات الحِدّ يرفع مثله أهالي ''كرّانة''، ''البسيتين''، ''المالكية''، ''جو''، ''عسكر''، وغيرها من القرى البحرينية التي قامت على البحر وعليه تعتاش. إلا إنني توقفتُ أمام لافتة تقول ''نطالب بالتعويض ولا نطالب بالتحريض''. فهذا الشعار يعبر عن واقع الحال في أغلب مناطق البحرين. وهو يصف ببلاغة تلك العلاقة غير السوّية وغير المتساوية التي تجعل أصحاب حقٍ مشروع يتخوفون من أن يتهمهم أحدٌ بالتحريض على السلطة حين يقفون مطالبين بحقهم. وهي العلاقة نفسها غير السوّية وغير المتساوية التي تجعل المطالبين بحقوقهم يخافون من أن تهددهم حكومة بلادهم بوقف مشروعات التنمية في قراهم أو مناطقهم كما فعلت حين هددت أهالي قرية المالكية أمام أجهزة الإعلام
.
أشير إلى تلك اللافتة الحِدِّية تمهيداً للإشارة إلى ما كتبه عبدالرحمن صالح بوعلي[2] قبل أيام عن معاناة أهلنا في قرى جو، عسكر، والدُور مع ''المتنفذين''. وهي معاناة ممتدة منذ سنوات تطيلها العوامل نفسها التي تطيل معاناة الناس في المالكية أو الحد أو كرانة أو البسيتين وغيرها. فهناك تقاليد تدعو إلى الصبر وقبول قضاء الله وهناك أعراف تعطي الأولوية لـ ''السنع'' ناهيك عن الرغبة في إثبات الطاعة لولاة الأمر. وهناك بطبيعة الحال خوف الناس اتهامهم بالتحريض في حال طالبوا بحقوقهم.ا
يخبرنا بوعلي أن لمعاناة أهالي المنطقة علاقة بقيام ''مجموعة كبيرة من ''المتنفذين'' بمنع البحارة في تلك المنطقة من الإبحار بطراريدهم للصيد؛ لأن ذلك يسبب إزعاجاً لراحة أولئك ''المتنفذين''. فحين يخرج البحارة بطراريدهم للصيد يتصل المتنفذون برجال خفر السواحل الذين يقومون بتوقيف البحارة وحجز قواربهم. الأدهى بالنسبة لي هو أن رجال خفر السواحل يقومون بهذا الدور رغم معرفتهم بأن البحارة لم يرتكبوا مخالفة لقانون من القوانين المرعية في البلاد. إلا أن رجال خفر السواحل مضطرون على ما يبدو لأن يأتمروا بالأوامر غير الرسمية التي يتلقونها من ''المتنفذين''. ولا يجد بحارة جو وعسكر والدور مخرجاً غير البحث عن مكان بديل للصيد لتحاشي إزعاج المتنفذين ولتحاشي الخسائر التي تكبدهم بها مداهمات رجال خفر السواحل وإجراءاتهم
.
.
.

No comments: