Blog Archive

Wednesday, March 18, 2009

كيف يصبح الحرف مفتاحاً لعالمٍ لا يحدّه إلا التعب


.




.








سوق الجنة




.


من درس القرآن انتقل، إلى درس الفلسفة، ثم إلى درس الحَيْرة، ثم إلى درس التعب، ثم بقيَ هناك. شيئان لا حقيقة فيهما: السياسة والفكر. طريقان، اختارهما بعناية امتداد الألف في باقي الحروف، ليجد نفسه ساكناً في لا حقيقتهما. وحين تكون الحيرة حقيقتك، فالتعب اختيارك الذي لن تغادره، حتى يغادرك


ولعل مقولة ابن عربي الأثيرة ''الحيرة حقيقة الحقيقة'' تجعل من حيرة عبدالهادي خلف، أستاذ علم الاجتماع بجامعة ''لوند'' السويدية، جنة. جنة تبوح بشيء من تمرد الأسئلة، وشيء من زفرة المخلوق في حضرة حقيقة الحقيقة..علي الديري
.

ألف لا شَلَه
.
عرفتُ عبر أربع نساء توليْن تباعاً ''تعليمي'' القرآن كيف يصبح ''الألِفُ الذي لا شيء له'' والباء التي ''من تحتها نقطة'' مفاتيح عالمٍ يزداد اتساعاً. ما عليك إلا معرفة أشكال ربط الحروف بالحروف. وكلما ازدادت معرفتك بالأشكال المختلفة للحروف وأشكال ربطها ببعضها البعض ازداد العالم اتساعاً حتى ولو ضاقت بك الدنيا. لا أتذكر أسماءهن ولا أظنني سأتعرف الآن على مواقع بيوتهن بسبب ما أصاب قصبة المنامة من تغيرات. ولكنني أتذكرهن جميعاً بامتنان. نقلتني أمي بينهن لأسباب لا أعرفها فتعددت أسباب امتناني لهن ولها. فلقد نجحن في تعليمي أن أندهش بالخطوط وهي تتداخل لتخلق سحراً يبهر. ما أبدع القول أن من البيان لسحراً. أتذكرهن الآن، بعقلٍ رجل على مشارف تقاعده، فأبتسم شاكراً لهن حناناً توزع بيننا أولاداً وبناتاً. فلا أتذكر أنهن استخدمن خيزرانة أو فلقة لتأديبنا كما كان يفعل غيرهن بغيرنا. وأبتسم أيضاً شاكراً لهن أنهن زرعن في طفل عمره أربع سنوات بذرة الانبهار بالحرف. وعلّمنه كيف يَربط حرفاً بحرف ليرى الحروف كلمات مقدسة كما في آيات حفظها عن ظهر قلب أو في كلماتٍ فاحشة تعلّم استخدامها في الطرقات بين بيت الأم وبيت المعلمة. رحم الله معلماتي. فلقد علمنني كيف يصبح الحرف مفتاحاً لعالمٍ لا يحدّه إلا التعب. والتعبُ اختيار
.


لقراءة بقية " سوق الجنة" أنقر هنا

منشورة في الوقت بتاريخ 14
مارس 2099
.
..
.

No comments: