Blog Archive

Friday, September 18, 2009

الاسرة الحاكمة

.
.
ناصر العبدلي
كاتب كويتي
:

ثلاثة تطورات بدأت في إعادة نحت ملامح المشهد السياسي في الكويت خلال المرحلة المقبلة هي حل مجلس الأمة أكثر من مرة في فترة لا تتجاوز الثلاث سنوات، وإقرار أقطاب في الأسرة الحاكمة في منتدياتهم الخاصة بصعوبة التعاطي مع الشأن السياسي اليومي بشكل مباشر، بالإضافة إلى شدة التنافس بين شباب الأسرة الحاكمة على المواقع المتقدمة في الحكم والحكومة على حد سواء.كل تلك الأسباب تضغط بشكل غير مباشر تجاه التخلي عن رئاسة الحكومة ليتولاها أحد أفراد الشعب سواء أكان عن طريق الأغلبية البرلمانية كما في الدول المتقدمة أو من خلال تسمية رئيس الدولة له دون أن تكون هناك مراعاة للجوانب البرلمانية، خاصة وأن هناك دولتين عربيتين نظاماهما يشبه إلى حد كبير النظام في الكويت هما الأردن والمغرب وقد ابتعدا عن هذا المنصب نأيا بأسرتيهما عن التجريح الذي يتسبب به التعاطي السياسي اليومي بين الكتل والأحزاب.
:
هناك إقتناع كامل في أوساط الأسرة الحاكمة تجاه صعوبة التعاطي مع السياسة اليومية والثمن المفترض أن تدفعه الأسرة الحاكمة في حال إستمرت في الإحتفاط بهذا المنصب لكنها في نفس الوقت تضع خيارا مرحليا آخر يتمثل في منح ذلك المنصب إلى أحد أفراد الأسرة الحاكمة من غير فرع مبارك الصباح الذي حصر الدستور الكويتي توارث الإمارة فيه دون غيره من أفرع أسرة الصباح. وربما يكون هذا الإجراء من الأسرة الحاكمة في الكويت خطوة أخرى على طريق الديمقراطية البرلمانية لكنها قد تواجه في ذلك معرقلات أقليمية تتمثل في عجز الأنظمة الخليجية عن تحقيق إختراق جريء على نفس الطريق الذي تسير فيه الكويت وخاصة المملكة العربية السعودية التي بدأت حوارا وطنيا منذ عشر سنوات لكنها ظلت ترواح فيه دون أن يكون هناك أي جديد داخله.
:
زحزحة 'الوضع السعودي نحو الديمقراطية والإنفتاح على مكونات المجتمع' هو المدخل لتطوير البنى القائمة في كل دولة خليجية باعتبارها القطب الرئيسي في المنظومة الخليجية ودون ذلك ستظل حجر عثرة امام أية مشاريع من هذا النوع لكن الخيار الكويتي إذا تجسد على أرض الواقع سيكون تطورا هاما على صعيد الأقليم. ' كاتب كويتي
,