Blog Archive

Friday, October 08, 2010

الحملة الأمنية في البحرين وخلافات العائلة الحاكمة

تبقى صورة الوضع في البحرين غامضة بسبب إرتباك الإعلام الرسمي وتضارب التسريبات الأمنية. إلا إنه غموضٌ يعكس أيضاً إرتباك العلاقات ضمن العائلة الحاكمة. فليس سراً في البحرين التنافس بين الملك وأنصاره من جهة وعمه, رئيس الوزراء, وأنصاره من الجهة الأخرى للإستحواذ على مصادر الثروة والنفوذ السياسي. ويُعبِّرعن هذا التنافس ما يُشاع عن إعتدال الملك وتشدد رئيس الوزراء.

أحتاج أن أشير إلى خبريْن لفهم تأثير تلك الخلافات على توقيت الحملة الأمنية الأخيرة في البحرين. ففي 11 أغسطس الماضي أبلغ وزير الداخلية أحد كبار رجال الدين الشيعة عن صدور عفو ملكي بحق المحكومين في قضيتين أمنيتيْن. وأشارت الصحف إلى أن قرار العفو هو المكرمة الملكية الثالثة عشر من نوعها. وبالفعل نُقل السجناء الثلاثون من السجن المركزي إلى مراكز الشرطة تمهيداً لإطلاق سراحهم بمناسبة حلول شهر رمضان. ينسجم الإعلان عن المكرمة الملكية مع إسلوب تعاطي الملك مع المعارضة منذ توليه الحكم في 1999. فرغم عدم رضا رئيس الوزراء يمكن للملك المفاخرة بأن إعتماد على إسلوب المكرمات حقق إستقراراً نسبياً لم تشهده البلاد قبله. مالم يكن متوقعاً حدث في اليوم التالي لنشر خبر العفو الملكي. فبعد إجتماع ضمَّه مع كبار رجال عائلته تراجع الملكُ عن قراره بل وأصدر أوامره بمواجهة " كل أنواع التحريض والتغرير" و"لإتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ‮ ‬على السلم الأهلي".

بدأت الأجهزة الأمنية في 13 أغسطس حملة إعتقالات محدودة سرعان ما إتسعت في الإسابيع التالية لتشمل أكثر من 250 شخصا جميعهم من الطائفة الشيعية بمن فيهم قياديين في "حركة حق" المعارضة. وتحولت التهم الموجهة لهم لتشمل إنشاء شبكة إرهابية تسعى إلى" قلب نظام الحكم".

رغم مرور أكثر من شهر ونصف على بدء الحملة الأمنية لم تعثر أجهزة الأمن على معدات أو أسلحة يستلزمها "قلب نظام الحكم". ولا يبدو في الأفق ما يشير إلى تقديم المتهمين للمحاكمة في وقت قريب. على الأقل ليس قبل أن تحسم العائلة الحاكمة خلافاتها وخاصة فيما يتعلق بمصير مشروع "الإصلاح السياسي" المتعثر في البحرين.

.



الرسالة الإلكترونية لمبادرة الإصلاح العربي

.

No comments: