Blog Archive

Monday, March 21, 2011

الإنعتاق من موروث الفتح

. .

لم تكن السلطة وحدها التي تفاجأت بما حدث بعد الرابع عشر من فبراير. ففي صباح ذلك اليوم إتصلتُ ببعض الأخوة وقد سمعتُ
محاصرة الشرطة لبيو ت بعض الناشطين والرموز ومن بينهم بيت الناشط الحقوقي نبيل رجب بهدف تخويفهم من جهة أو لمنعهم من مغادرة منازلهم للممشاركة في الفعالية الإحتجاجية المقررة في ذلك اليوم. وقلتُ لمن تمكنتُ من محادثتهم إن الخروج للإحتجاج هو عمل نضالي وسيكون له أثاره في تاريخنا حتى ولو خرج خمسة هنا وخمسة هناك.  فحتى بخروج عدد قليل ستسجل المعارضة
موقفاً جديداً ينتشلها من مراوحتها في إطار القفص الذي فرضته السلطة عليها منذ إنقلابها, أي السلطة, على ميثاق العمل الوطني. لم يكن أحدٌ ممن حادثتهم في حاجة للتشجيع من أحد. ولستُ في موقع ذلك منهم. إلا أن أجواء التحشيد الإعلامي من طرف
السلطة وأبواقها كان مقلقا فلقد رأينا كيف إنحدرت بعض تلك الأبواق إلى مستوى التحريض المباشر
.
حين سقط الشهيدان علي مشيمع  وفاضل المتروك برصاص قوات الأمن والجيش عرف الناس في تلك اللحظات العصيبة أن حاجز
الخوف يجب أن ينهارإلى غير رجعة.  ومعلومٌ أن الخوف من مواجهة السلطة  كان هوسلاحها الأقوى.  وبالفعل رأينا كيف إنهار جدار
الخوف حتى بعد أن تمادت قوى الأمن وقوة الدفاع وإرتكبت جريمة الغدر بالمعتصمين في الدوار التي سقط من جرائها مئات الجرحي وستة شهداء.  وهي جريمة لن تنمحي من الذاكرة الوطنية لا بسبب عدد ضحاياها فحسب بل لأنها جريمة نفذت بأوامرمباشرة من أكبر الرؤوس في العائلة الخليفية. بعد تلك الجريمة رأينا ورأى العالمُ أن الناس في البحرين هم حقاً كما وصفهم  عنوان تقرير منظمة العفو الدولية الأخير: مثخنون بالجراح ولكن لا ينحنون
ماحدث بعد الرابع عشر من فبراير فاق التوقعات.  فلقد كان الشعبُ أكثر واقعية من أغلب المحللين والمراقبين.  فكسرت عشرات الألوف من الناس جدارَ الخوف وسحبت معها من كان متردداً من رموز المجتمع وقياداته. وسيكتبُ مؤرخو الحركة الوطنية
البحرينية إن في دوار اللؤلؤة خيضت معركة تاريخية توحدت فيها صفوف جميع أطياف المعارضة.  فرأينا المعارض المستقل يهتف مع المنتمين إلى أطياف المعارضة المنظمة. مع الإسلاميين واليساريين والبعثيين والقوميين واللبراليين.  ورأينا كيف توحدت
تحت ظل الرايات المرفوعة في الدوار إرادات أطراف متعددة من بينها من كان سيكتفي بإصلاح النظام عن طريق إدخال تحسينات على أشخاصه وعلى أدواته وأدائه. ومن بينها من يصر على تغيير النظام جذرياً بتحويله إلى مملكة دستورية حديثة. ومن بينها من لا
يرى مخرجاً مما تعانيه البلاد من أزمات مستعصية إلا بالعودة إلى الحل الذي طرحته هيئة الإتحاد الوطني في منتصف القرن الماضي أي إزالة نظام الحكم القبلي وإستبداله بنظام جمهوري
.
إلا إننا لسنا في حاجة إلى إنتظارالمؤرخين لنعرف إن ما حدث منذ الرابع عشر من فبراير 2011  وخاصة بعد جريمة الغدر بالمعتصمين في دوار اللؤلؤة لم ينحصر في إنهيار جدار الخوف.  فلقد بدا واضحاً أننا نشهد إرهاصات تاريخ جديد تصنعه حركة المعتصمين في الدوار وبقية نشطاء المعارضة والناس العاديين في البحرين.  هذا التاريخ الجديد هو الذي يبدأ بالإنعتاق من
موروث “الفتح “.

صبغت سرديات هذا الموروث حياتنا الإجتماعية وأنشطتنا الثقافية  وشكَّلت علاقاتنا السياسية منذأن وُضعت أسس النظام السياسي الراهن في عهد عيسى بن علي أي منذ أكثر من مائة وأربعين سنة.  بطبيعة الحال تأثرت تطبيقات تلك الأسس بعوامل الزمن وعلاقات القوة ضمن العائلة الخليفية وكذلك بحركات المقاومة المعلنة والمخفية التي واجهها النظام. إلا أن النظامَ بقيَ في جملته  نظامأً يسند شرعيته إلى سرديات “الفتح” التي يعززها بقدراته على تشطير الرعية بمختلف معايير التشطير الطائفية والمناطقية والعائلية
عالجتُ “موروث الفتح” وتأثيراته  في مواضع كثيرة.  وسيكفيني هنا أن أشير إلى الشقيْن المتداخليْن والمتلازميْن اللذيْن يتشكل منهما موروث “الفتح” الذي يمتد لأكثر من قرنيْن.   ففي الشق الأول تزهو العائلة الخليفية بسيوفها التي فتحت بها البحرين في  القرن الثامن عشر والتي تشرعن في القرن الواحد والعشرين ممارستها لسلطتها. أما الشق الثاني فيكرس الإحساس بالقهر والمظلومية ولكنه يرى حرمة الدم فيكتفي بتكثير الدعاء بأن يخفف الله البلاء إلى حين يأتي الفرج الرباني.

بين حين وأخر تكرر العائلة الخليفية تذكير الناس بسيوفها التي أخضعت أجدادهم قبل أكثر من قرنيْن. فهي  تتصرف على أساس أن البحرين كلها بمن وما عليها هي غنيمة “فتح” البحرين  الذي قامت به القبائل الوافدة من شبه الجزير العربية في 1783.  وإنسجاما مع سرديات “الفتح” يزداد إصرار العائلة الحاكمة في البحرين على رفض الاندماج مع  أهل البحرين , من سنة و شيعة. فهي لم تفعل ما فعلته العائلة الحاكمة في الكويت على  سبيل المثال. بل نراها تتفنن في توليد التشكيلات السـياســية و التعبيرات الثقافية
التي تضمن المحافظة لها على هويتها كقبيلة متسيدة على الناس جميعاً.

أقولُ رغم أن  سرديات الفتح هو عمود الخيمة الخليفية إلا أن العائلة تبدو في حاجة دائمة لتذكير الناس  به. لهذا نراها تستعيد أساطير “الفتح” وتداعياتها بين الحين والآخر لتأكيد شرعيتها ولتحشيد فزعة الولاء حولها  وخاصة عندما لا يكفي صليل السيوف ولا رنين الذهب في إسكات الناس. وفي هذا الصدد  رأينا مدى وقاحة وزير البلاط الملكي الحالي حين كان يعيِّر الناس بأنهم مجرد جزء
من جملة أسلاب وغنائم أجداده. ورأيناه يهدد الناس,  إن هم لم يرعووا, بالصارم المصقول حسب قوله الذي  سيبيد من يرفع رأسه منهم و ينفي الآخرين بعيداً عن البحرين إلى هذا الفشت أو ذاك  في مياه  الخليج.  ومؤخراً قرأنا القصيدة الرعناء التي ألقاها أحد  أبناء الملك  قبل أسابيع وكان يهدد الناس فيها  بأنه سيفعل بهم  ما فعل أجداده بأجدادهم فيقطع  بسيفه الرؤوس من فوق الأمتان

أما  الشق الثاني  وهو الأهم بالنسبة لي فيتعلق بالناس أنفسهم.  فتاريخ البحرين طوال القرنيْن الماضييْن حافلٌ  بالمحاولات الموثقة وغير الموثقة لمواجهة مختلف أنواع الظلم الذي يتعرض له أهلها.  إلا إنه تاريخٌ يحوي أيضاً إستبطاناً للقمع يقوم على إقتناع بأن وراء الظلم حكمة  ربانية روَّج لها وعاظ السلاطين وسدنة المجتمع على إختلاف مللهم.  فمن جهة هناك وعاظ يدعون  إلى لزوم طاعة الوالي والتحذير من منازعته  حتى ولو كان  ظالماً. بل أن فيهم من يقول أن من أهان الوالي  الذي هو  سلطان الله في الأرض أهانه الله. ومن جهة أخرى هناك وعاظ يزعمون أن الظلم الحاصل هو قضاء الله وقدره يمتحن به عبيده . ولهذا  فلابد من الصبر وعدم إستعجال أمر الله   وتدبيره.  فالفرج آتٍ من حيث لا يعلم  الناس  طالما أحسنوا النية وأكثروا من  تلاوة الأدعية
.
أقولُ ماحدث منذ الرابع  عشر من فبراير لم يكسر حاجز الخوف فحسب بل كان بداية لإنقلاب ثقافي وإرهاصاً  لنهاية موروث “الفتح”. وسيكون لهذه  التغيرات المثلثة نتائج إستراتيجية على صعد مختلفة سياسية وثقافية لا يمكننا الآن  سوى التكهن حول بعضها.
ولعل أولى  مؤشرات التغييرات التي سنشهدها  هو إضطرار السلطة لإستدعاء القوات السعودية تحت  غطاء درع الجزيرة.  فمجئ القوات السعودية  ومعها القوات القطرية والأماراتية هو إعتراف علني بعدم قدرة النظام على السيطرة  على البلاد.   ومعلومٌ أن أقصى ما يأمل به أي مخطط للمقاومة  المدنية هو أن يفضح عجز أهل السلطة عن ممارسة سلطاتهم.  فعند ذلك تبدأ نهاية تلك السلطة. فرغم مئات الملايين من الدنانير التي هُدرت على أجهزة الأمن وعلى قوة الدفاع  رأيناها عاجزة عن مواجهة بضعة آلاف من الشبيبة  العزل  الذين إلتزموا بممارسة المقاومة المدنية وهتفوا ,رغم إختلافهم, بصوت واحد “سلمية…سلمية”. ولذي تُداري هذا  العجز نرى السلطة جاهدة الآن لفبركة الروايات عن عنف المعارضين بل وإختلاق  الأكاذيب حول إكتشاف أسلحة في سيارات الإسعاف أو في عنابر مستشفى السلمانية
.
أسارع للقول أن عجز  السلطة الأمني ولجوئها للقوات السعودية  لم  يكن بسبب أنها لا ترغب أو لا تستطيع أن تسفك الدماء. فلقد فعلت السلطة في البحرين  ذلك مراراً.  بل وكان الخميس الدامي في 17 فبراير الماضي مؤشراً على المدى الذي ستذهب إليه لإخماد صوت المعارضة.   من جهة  أخرى نعرف أن السلطة في البحرين لم تتأخر في اللحاق بسلطة بن علي ومبارك وعلي صالح  حين أطلقت العنان للمليشيات البلطجية التي تعيث في قرى البحرين وشوارعها فساداً.  إلا أنها تعرف أن لسفك الدماء مردود عكسي عليها. فبسبب تعاطف الرأي العام العالمي إضطرت الإدارة  إلى إستنكار إستخدامها للعنف المفرط ودعتها لها لضبط النفس.  وفوق ذلك فإن السلطة تعرف إن سفك الدماء لن يمر  بدون حساب ما  دامت المعارضة والنشطاء في  مجال الدفاع عن حقوق الإنسان يقومون برصد وتوثيق كل الإنتهاكات التي تقوم السلطة  بها مباشرة أو عن طريق مجموعات المرتزقة وفرق البلطجة.

لمجئ القوات  السعودية أهدافٌ أخرى من بينها  توفير غطاء  إقليمي لسفك الدماء في البحرين. فلن تجرؤ الولايات المتحدة على إنتقاد السعودية في  الوقت الذي هي تحتاج إلى الدعم المالي والسياسي لحربها في ليبيا ولمحاولات تنشيط  الثورة المضادة في كل من مصر وتونس. وبالفعل رأينا كيف خففت الإدارة الأميركية  لهجتها مع إرتفاع حدة المواجهة مع الطاغية الليبي.  من جهة ثانية تعرف الولايات المتحدة وحلفائها  الغربيين أن نجاح الحركة الديمقراطية في البحرين يعني إنتقال تأثيراتها الإيجابية  على بقية بلدان المنطقة وخاصة جارتنا السعودية التي يعاني شعبها من جميع مساوئ  الحكم القبلي وإنتهاك حقوق الإنسان وإنعدام وسوء الإدارة والفساد.
ترافق دخول القوات السعودية إلى البحرين مع  إرتفاع لغة التصعيد ضد النظام الإيراني وإتهامه بالتدخل في شئون البحرين. ومن جهة رابعة  إستتبع دخول القوات السعودية والقطرية والأماراتية إلى البحرين تنشيط الإعلام  الرسمي الخليجي لتبرير مشاركتها في قمع الحركة السلمية في البحرين ولشيطنة المعارضة  فيها حتى كاد بن لادن أن يصبح بالنسبة لها ملاكاً بالمقارنة إلى الشببيبة  البحرينية وهي تواجه بصدور عارية قوات عسكرية من أربع دول خليجية

لقد رأينا كيف  تسعى الجهود الإعلامية المحلية والخليجية, وفي مقدمها قناتيْ العربية والجزيرة,   إلى تحويل النضال من أجل الدولة الدستورية في البحرين إلى صراع بين إيران  والسعودية.  ولم يتخلف وعاظ السلاطين عن  القيام بدورهم التأجيجي في هذا المجال. ومن بين هؤلاء أشير إلى خطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها يوسف القرضاوي وأنكر فيها على البحرينيين حق  الثورة, بل أن واعظ شيوخ الخليج وهو إستنكر أن  يطالب  البحرينيون بالديمقراطية لمجرد أن  غالبيتهم من الشيعة.

لم يعد في الساحة  الوطنية من يحتكر القرار. ولهذا ستفشل كل محاولات السلطة لإضعاف المعارضة عبر  مناوراتها الإلتفافية المعتادة. لقد جربت السلطة خلال الأسابيع الماضية جميع  أساليبها التي تعودنا عليها. فلقد رأينا الملك يعلن مهزلة الألف دينار لكل عائلة  فلم تنجح.  ولقد طرح ولي العهد مبادرة  الحوار التي لم تخدع احداً فلا حوار من أجل الحوار. ومعلومٌ أن ولي العهد إستعان  لإنجاح حواره بمساعد وزيرة الخارجية الأميركية فيلتمان سئ الصيت. عندها تذكرت  الناس الحوار الذي فرضته الولايات المتحدة على الفلسطينيين منذ ما يقارب العشرين  سنة دون أن يصلوا إلى شئ.  وجاءت الضربة  القاضية لمناورة ولي العهد حين أُعلنت مصادره أن الحوار المقصود هو حوار بين تجمع قوى  المعارضة وتجمع قوى الموالاة على أن يكون ولي العهد شخصياً الحكم بينهما.  فإن إتفق الثلاثة ذهبوا إلى الملك وعمه للحصول  على موافقتهما على نتائج ذلك الحوار

لقد ناورت السلطة  وكذبت وإستعانت بالوسطاء المحليين والخارجيين. وفشلت لأنها لم تكن صادقة ولأن  الناس تعلموا من أخطائهم المتكررة في تصديقها. فلقد قيل للمعارضة إن في العائلة  الخليفية إنقساماً بين الحمائم والصقور تستطيعون الإستفادة منه.  وبموازاة هذه الإشاعات إستمرت الإتصالات  الجانبية مباشرة أو عبر الوسطاء لتحذير هذا الطرف المعارض من ذلك الطرف. وكما حدث
في السابق, رمت السلطة بفخاخها ومياديرها ظناً  إنها ستصطاد هذا الطرف المعارض أوذاك كما فعلت قبل عشر سنوات بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني. وسمعنا وسطاء السلطة يقولون أن الجهة الفلانية المعارضة  تتفاوض الآن فسارعوا كيلا تفوتكم حصتكم.  وسمع آخرون قصصاً أخرى. إلا أن كل مناورات السلطة في هذا المجال لم تنجح  هذه المرة.

نحن أمام واقع  جديد صنعت بداياته مبادرات الإحتجاج الشبابية التي إنطلقت منذ الرابع عشر من  فبراير وسحبت معها جميع فصائل المعارضة وكثيرين من  رموز المجتمع وقياداته.  لقد تغيرت الدنيا و تغير الناس إلا أن العائلة  الخليفية , لسوء حظ البحرين, ما زالت تعيش في العام 1783.  فعلى عكس الناس الذين بدأوا ينفضون عنهم  الأغلال الحقيقية والمتخيلة التي تفرضها عليهم سرديات “الغزو” نرى  السلطة مازالت تتتلهى بسرديات “الفتح” الموروثة من القرن الثامن عشر

لقد تغيرت الدنيا  حين لم تؤثرفي الناس رشوة الألف دينار ولم يمنعهم الرصاص ولا قنابل الغاز المنثورة  عليهم من طائرات الهيلوكوبتر ومن فوق الجسر ومن على أسطح المنازل.  وتغيرت حين أخذ الناس العاديون الذين لم يهتموا  بالسياسة يوماً في إعلان تضامنهم مع الحركة الإحتجاجية. وتغيرت الدنيا حين بدأ  كثيرون من الوجهاء التقليديين ينفضون من حول النظام بعد أن رأؤوا بأعينهم وفي وضح النهار وأمام شاشات التلفزيون مدى وحشية النظام وإستهتاره بكل المواثيق والقيم

لقد تغيرت الدنيا فلهذا ولن يفلت أحدٌ من منتهكي حقوق الإنسان والمدافعين عن سفك الدماء ة من المساءلة  والعقاب. فرغم عنجهية أهل السلطة فهم يعرفون أهمية قيام المعارضة والناشطين الحقوقيين  في داخل البحرين وخارجها  بتوثيق إنتهاكاتهم  لحقوق الإنسان بما في ذلك االقتل المتعمد وسحب الجرحى من المستشفيات  والقتل تحت التعذيب والسماح لمنتهكي حقوق  الإنسان بالإفلات من العقاب. فلولا هذا التوثيق في الماضي لما كان خليفة بن سلمان  يخاف أن تطأ أقدامه الأراضي البريطانية. فهو يعرف أن ثمة تحقيقاً ينتظره هناك بعد أن إدعى السفاح هندرسون إن كل ما فعله كان بأمر مباشر من خليفة بن سلمان. ولا أشك  في جهود الخيرين في داخل البحرين وخارجها  سوف  تؤدي إلى إحالة مسئولين بحرينيين آخرين إلى العدالة الدولية
نعم. جاءت الهجمة السعودية لتوقف الحركة  الديمقراطية ولتمنع نموها. إلا أن الوقت قد فات.  نعم. الشعبُ مثخنٌ بالجراح ولكنه لن
يقبل أن ينحني بعد الآن.   فلقد إنهار جدار الخوف وتخلصت غالبية الناس  من أسر “موروث الغزو/الفتح” التي أجهض في الماضي حركة المعارضة الوطنية بمختلف أطيافها.  لقد سقت إرهاصات هذا الواقع الجديد دماء الشهداء  وجراح المصابين ودموع أهاليهم. هو واقع جديد جعل من دوار اللؤلؤة نقطة إلتقاء لجميع  أطياف المعارضة المنظمة وغير المنظمة لم تشهد البحرين مثلها منذ أن ضربت السلطة  الخليفية والإستعمار البريطاني هيئة الإتحاد الوطني قبل خمس وخمسين سنة.  هو واقع جديد يتشكل الآن بصمود الناس وإصراهم  جميعاً على مواصلة المسير على الطريق نحو مهرجان الإنتصار
—————
الدكتورعبدالهادي خلف

No comments: