. .
رفضت السلطة طوال خمسة عقود أن تتحاور مع أيٍ من فصائل المعارضة. إلا إننا نراها الآن تدعو إلى فخ تسميه “حوار حول التوافق الوطني”. فهي لا تبحث عن مخارج من المنحدر الجديد الذي دفعت البلاد إليه بعد أن إستدعت القوات السعودية لإنقاذها. بل هي لا تبحث حتى عن سبل لإعادة إجتذاب أطراف داخلية وطمأنتها وخاصة بعد أن أدت الحملة الأمنية إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى وإعتقال المئات ناهيك عن الآلاف من المتضررين بمن فيهم المفصولين من أعمالهم أو مدارسهم
.
فدعوة الحوار هي إستجابة لضغط حكومة الولايات المتحدة الأميركية التي تواجه إحراجاً أخلاقياً بصمتها المعيب عما يحدث في البحرين من إنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بينما يرتفع صوتها في إدانة أنظمة أخرى تمارس الإنتهاكات التي يمارسها حليفها في البحرين. إلا أن دعوة الحوار صيغت بحيث لا يقود مساره إلى نتائج تغضب الحاضنة السعودية أو تحدث شرخاً في وحدة العائلة الخليفية. أي أن المقصود هو القيام بحد أدني من الحركة والضجيج لذر الرماد في عين الراعي الأميركي دون أن يزعج الراعي السعودي.
قبل أسابيع كتب أخونا غسان الشهابي محذراً من أن يسلق الحوار وأن يؤخذ بخفة تجعله “ينتهي إلى توصيات وأطنان من الأوراق المحبّرة، شأنه شأن الكثير والكثير من المؤتمرات وورش العمل والملتقيات والمنتديات بل والقمم أيضاً التي يدعو إليها الجميع ولا ينقصها سوى الإيمان بها، والإرادة السياسية لتفعيلها”. وللأسف فليس ثمة ما يشير أن أحداً في السلطة يؤمن بالحوار. فطوال عقد “المشروع الإصلاحي” كان الملك أو عمه يعطيان الأوامر و التوجيهات وكان على الآخرين السمع والطاعة. ومن لم يسمع ولم يطع حلّت عليه لعنة الإعلام البلطجي أو نالت منه أجهزة الأمن
.
.
و
No comments:
Post a Comment