الدين لله .....أما الوطن فللعائلة
______________________
من مجلة الطليعة الكويتية
عشرة أيام هزت "الأسرة" والكويت
لم تتعرض أسرة الحكم في الكويت لمثل هذه الأزمة في تاريخها الحديث بعد حادثة وثوب الشيخ مبارك الصباح على السلطة بعد قتله أخويه· هذه الأزمة التي تعود جذورها الى ما بعد تحرير الكويت مباشرة أخذت منحى جديدا أحالها الى خبر رئيسي تتناقله وكالات الأنباء والفضائيات والرسائل النصية والهواتف المتنقلة لأكثر من أسبوع بعد وفاة المغفور له الشيخ جابر الأحمد منتصف الشهر الجاري
الصراع بين أبناء العم في أسرة الحكم أضعف الأسرة وأنهكها وضيع هيبتها كما أقلق الكويتيين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للاختيار بين أبناء العم حينا وبين صراع الشخوص ومصلحة الكويت أحيانا أخرى، حتى القوى السياسية وجدت نفسها في البداية في حرج اتخاذ أي موقف يحسب لهذا الطرف أو ذاك بينما استفاد الانتهازيون وماسحو "الجوخ" الذين قالوا لكل لطرف ما يريد وحاول بعضهم مسك العصا من الوسط بينما شم الآخرون رائحة الاستفادة الشخصية مع أحد الأطراف فدفعوا به الى أقصى أشكال المواجهة
حتى أبناء الأسرة سواء من ذرية مبارك الصباح أو من الفروع البعيدة عن الحكم اختار كل منهم موقعا مبنيا على حساباته الخاصة
تنقل بعضهم بين هذا وذاك، لكن الجميع خرج من هذه المعركة خاسرا خسارة كبيرة حتى الطرف الذي يظن أنه ربح منها
الجميع خسر لأن الأسرة تعرضت للتجريح والتطاول بل وحتى إطلاق النكت الفكاهية لأن أبناءها أوصلوها الى هذه الحال· فأيا كانت الظروف القادمة ستعاني الأسرة طويلا وكثيرا من جراح الأيام التسعة المرة·
فعلى الرغم من استمرار مطالبة المخلصين من أبناء الكويت لحكماء الأسرة لحسم خلافاتهم حول مستقبل الحكم إلا أنهم أصروا على ترك الحسم لعامل الوقت وهو ما دفع بالأمور الى حافة الهاوية
الصراع بدأ مبكرا وربما في أول حكومة تشكلت بعد تحرير الكويت في العام 1992 عندما خرج الشيخ صباح الأحمد من الحكومة وأوكلت حقيبة الخارجية للشيخ سالم صباح السالم في حينها، ثم بعد عودة الشيخ صباح للحكومات التالية لها استمر الصراع على شكل تنافر بين التشكيلات الوزارية التي كان الشيخ صباح يتقاسمها مع الشيخ سعد رئيس الوزراء وفي أحيان أخرى حصل على مقاعد أقل من تلك التي سماها رئيس الوزراء، واستمر الوضع حتى وصلنا الى مرحلة تفويض الشيخ صباح بصلاحيات رئيس الوزراء وتشكيل الوزارة كما يريد، ثم مرحلة تولي الوزارة بالأصالة بعد فصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء وهي الفترة التي أزاح فيها كل الشخصيات المحسوبة على الشيخ سعد، وقرب عددا من أبناء الأسرة المحسوبين عليه
هذا الصراع أخذ أبعادا أخرى عندما تعثرت صحة سمو الأمير الراحل فيحين كانت صحة سمو ولي العهد آنذاك سيئة هي الأخرى
وتحديدا عندما بدأ الشيخ سالم العلي بتصريحات صحافية تتولى أمور الحكم والأسرة بشكل عام في البداية ثم بتصريح شكك فيه في من يوقع على المراسيم· الشيخ صباح من جهته وفي محاولة للرد على تلك التصريحات استند الى سمو الأمير الراحل بحثا عن تأييد لموقفه وهو ما حصل عليه بمعاونة رئيس مجلس الأمة· في تلك الفترة بالذات انشغل الكويتيون في متابعة شأن الأسرة والتصريحات المتناقضة من الطرفين والحديث عن الحسم القريب وصولا الى تأجيل الحسم وضرورة عدم الخوض فيه والتهدئة من قبل الطرفين
ورغم تلك التهدئة فقد كتبت في "الطليعة" أنها تهدئة موقتة لأن أحدا لم يدخل في التفاصيل التي هي لب المشكلة وجوهرها
الآن وبعد هذه التجربة المريرة ليس لأسرة الحكم فحسب بل للكويت بأسرها ألا يستحق الكويتيون والكويت ترتيبات واضحة للمستقبل ومن أجل أن لا يتعرض أحد من أبناء الأسرة الى مواقف كالتي مررنا بها؟
.
http://www.taleea.com/newsdetails.php?id=6850&ISSUENO=1712
No comments:
Post a Comment