في صبيحة يوم تاريخي من ديسمبر/ كانون الأول ,1987 قذفت مجموعة أطفال فلسطينيين بضعة حصى أصابت إحدى مصفحات جيش الاحتلال. لم تجرح تلك الحجارة جندياً ولم تعطب المصفحة لكنها أشارت إلى بداية طريق ملئٍ بالتضحيات لإزالة جدار الخوف الذي كان يحيط بمنطقتنا ويحمي إسرائيل. لم تكن تلك الطفلة ولا ذاك الطفل يعرفان مدى الأهمية التاريخية لما فعلاه يومها. إلا إن إسرائيل كانت تعرف ذلك. ولهذا لم تتردد لحظة فأطلق جنودها الرصاص لقتل أولئك الأطفال. ولهذا أيضاً استمرت في استخدام أقصى الإجراءات وأقسـاها لقمع الانتفاضة التي تجرأت على تحدي أسطورة الجيش الذي لا يقهر. وهي أسطورة رســمتها إسرائيل لنفسها وآمنت بها قياداتٌ ونخبٌ عربية متنفذة
لتفسير ردة الفعل الدموية تلك يتوجب الإشارة إلى حاجة إسرائيل إلى فرض هيبتها وإبقاء جدار الخوف مرتفعاً وبدون
تصدعات. فهي تعرف إن إحدى أولى مستلزمات السُلطة هي القدرة على
مقال منشور في صحيفة الوقت، 1 أغسطس . جميع الحقوق محفوظة 2006
.
No comments:
Post a Comment