Blog Archive

Wednesday, April 11, 2007

التيار الوطني الديمقراطي.. الفريضة الغائبة

.
كتبتُ قبل أسابيع مقاليْن عرضتُ فيهما ملاحظات حول التيار الوطني الديمقراطي في البحريْن بعد خروجه من معركة الانتخابات البلدية والبرلمانية دون مكاسب سوى، إن صح التعبير، شرفُ المشاركة.ا
.
أشرت إلى الصعوبات التي تواجه محاولات استنهاض دورٍ ريادي ومستقل لتيارٍ تخلى طوال ستة أعوام عن إستراتيجية مواجهة النظام متذبذباً بين مواقف أطراف فيه لا تريد أكثر من تحسين ظروف احتوائها من قبل النظام ومواقف أطراف أخرى فيه تسعى لتوفير شروط مقبولة لانضوائها تحت راية النظام. وعبرتُ وقتها عن تشاؤمي فيما يتعلق بنتائج هذا التذبذب وخاصة تثبيت ضعف جماهيرية التيار وهامشية دوره السياسي وعدم استقلاليته
.
ولقد رأينا إن قبول كلٍ من الفصيليْن اليسارييْن بدوره الرديف لطرفٍ سياسي آخر، لم يؤدِ إلى النتيجة المرجوة من ذلك القبول، لا من حيث الالتفاف على قرار ‘’عدم تمكين اليساريين’’ وإفشاله ولا من جهة زيادة الانتشار في الساحة والتأثير على متخذي القرار. بل إن ما حدث هو على العكس تماماً. فلقد ازدادت مظاهر الضعف والهامشية بحيث أمكن تجاهل التيار اليساري برمته فلم يدْعُه أحدٌ للمشاركة، ولو شكلياً أو استشارياً، في الجهود التي تمخض عنها قرار إنهاء المقاطعة.أ
.
ولقد رأينا انعكاس ذلك التجاهل أيضاً في أثناء الحملة الانتخابية وفي نتائجها. فلم يحصل المنبر التقدمي هذه المرة، على المبالغ المُعتبرة التي أُعطيت له في انتخابات العام 2002 لتمويل حملة مترشحيه ولا على المساحة الإعلامية التي مُنحت له وقتها. ومن جهتهم لم يحصل مترشحو ‘’وعد’’ على ما اعتبروه حقاً لهم على حلفائهم في الوفاق التي إلتزمت قواعدها بقرار عدم تمكين اليساريين وخاصة بعد أن انتفت الحاجة إليهم، على طريقة ‘’صَلّى المُصَّلي لأمرٍ كان يطلبه"ا
.
كان من المفترض أن استكمل تلك الملاحظات بموضوعيْن إضافييْن. أولهما يتعلق بقيادات التيار وممارساتها طوال الأعوام الستة التي تلت التصويت على ميثاق العمل الوطني. وهي ممارسات تتفاوت ما بين ما تفعله قيادة كاريزماتية لأبٍ روحي له سلطة لا يجرؤ كثيرون على مخالفتها علناً في جمعية العمل الديمقراطي، وبين ما تفعله قيادة التسوية التي ليس المطلوب منها أكثر من ‘’تمشية الأمور’’ والحفاظ على حدٍ أدنى من التماسك الداخلي بين الأجنحة المتنافسة إلى حد التناحر في المنبر التقدمي. أما الموضوع الثاني فيتعلق بالبدائل الإستراتيجية المتاحة أي فيما عدا استمرار اللهاث وراء سراب إقامة تحالف مع أطراف في السلطة أو أطراف في المؤسسة الدينية لا تخفي إيمانها بأن الفكر اليسار زندقة تستوجب القتل بعد الاستتابة
.
.
.
.
_______________________________.
.
.
"
وهي ممارسات تتفاوت ما بين ما تفعله قيادة كاريزماتية لأبٍ روحي له سلطة لا يجرؤ كثيرون على مخالفتها علناً في جمعية العمل الديمقراطي......"ا
.
.

No comments: