Blog Archive

Thursday, May 31, 2007

عيـد التحرير والمقاومـة

.
قبل أيام أحيى قسمٌ كبير من اللبنانيين والعرب ذكرى تحرير الجنوب اللبناني وإنسحاب جيش الإحتلال الإسرائيلي. ولا شك إن يوم 25 مايو/ أيار، عيد التحرير والمقاومة، سيصبح في المستقبل مناسبة قومية يحتفي بها الناس من المحيط إلى الخليج. ففي ذلك اليوم تمكن أناس عاديون وفقراء فيهم من يحرث الحقول وفيهم من يكنس الشوارع من تحرير أرضهم وهزيمة أقوى آلة عسكرية في المنطقة ومن ورائها القوة الأعظم في العالم. وفي ذلك اليوم شهدنا بأم أعيننا جيشاً نظامياً عاث فساداً في الأرض اللبنانية يندحر أمام مقاومة شعبية واجهته بإصرار ما يقارب العقدين. وهي مقاومة احتضنت في صفوفها شيعة وسنة ومسلمين آخرين ومسيحيين وأناساً آخرين لا دين لهم ولا طائفة. وهو الجيش الإسرائيلي نفسه الذي الحق طيلة ستين سنة ماضية الهزيمة تلو الأخرى بجيوشنا النظامية حتى راجت عنه أسطورة ‘’الجيش الذي لا يُقهر’’. وهي الأسطورة فرضتها الولايات المتحدة على الجميع منذ أن مكّنت إسرائيل، عبر ثغرة ‘’الدفرسوار’’ وحصار الجيش الثالث المصري، من اختطاف الإنجازٍ العسكريٍ الفذ الذي حققته القوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973
.
حتى الآن وللأسف، لم يُعطَ عيد المقاومة والتحرير ما يستحقه من مكانة وقيمة في تاريخنا العربي المعاصر. ولهذا التجاهل أسباب عدة ليس من بينها وفي نظري، إن حامل راية الانتصار في لبنان هو حزب الله. على رغم كل ما يقال عن المسؤولين في نظامنا العربي فإنني لا أرميهم بقلة العقل. فسبب تجاهل هذا الحدث التاريخي ليس السفه الذي تمثله الطائفية في هذه اللحظة من تاريخنا بل هو الموقف الرسمي العربي الرافض لما تمثله المقاومة من فكر وممارسات. لا للمقاومة في أي مكان، سواءً في لبنان أو فلسطين أو العراق. فالموقف الرسمي يرى إن كل شيء لابد أن يمر عبر البوابة الأميركية وحسبما تقرره الولايات المتحدة من إجراءات. والموقف الرسمي يعتبر من يرفض هذا خارجاً عن الإجماع على رغم ما نعرفه عن كمٍ حاول الفلسطينيون، عبر الراعي الأميركي، تحرير أراضيهم المحتلة. فكم وثيقة كُتبت وكم جائزة نوبل للسلام أُعطيت. وما أكثر القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والقمم العربية والإسلامية عن حقوق الفلسطينيين المشروعة. وما أكثر ما وُقع من اتفاقات في أوسلو وكامب ديفيد وغيرهما وما أكثر ما قيل عن خرائط طرق نعرفه ولا نعرفها. ومع ذلك لم ينسحب الإسرائيليون من موقع يحتلونه إلا بسبب خسائر ألحقتها المقاومة بهم
.
.
.

No comments: