Blog Archive

Tuesday, March 25, 2008

اللعب علي كل الحبال

.
أستعير عنوان هذا المقال وأغلب مضمونه من مقال كتبته فريدة النقّاش[1] حديثاً في صحيفة «الأهالي» التابعة لحزب التجمع التقدمي في مصر. يتناول المقال ظاهرة «المثقف الانتهازي» باعتبارها إحدى الظواهر الخطيرة التي تعاني منها كثير من الحركات السياسية في بلدان عدة. وهي ظاهرة تستغلها السلطة لإعاقة نمو النضال الديمقراطي وانتشاره. وتبرز هذه الظاهرة خصوصاً في الأزمنة الرديئة - بحسب تعبير النقاّش - أي «حين تغيب الأهداف الكبيرة وتتغلب الأنانية المفرطة على التضامن والإخاء والعمل الجماعي وتقديم المصلحة العامة وتصبح الأنا الفردية هي محور كل شيء وبوصلة الرؤية، ما يؤدي لتحلل الجماعات وتآكل الأنسجة». وفي الأزمنة الرديئة هذه «تتدهور أنماط السلوك والأخلاق العامة، وتتفسخ القيم الإيجابية تحت ضغط المصالح الشخصية الضيقة والصراع غير المبدئي على المغانم كبيرها وصغيرها لحد التقاتل الوحشي للفوز حتى ولو بطرق غير مشروعة ولا أخلاقية».ا
.
مقال النقاّش مهم، ومن المفيد أن يقرأه المهتمون بواقع العمل السياسي في البحرين، خصوصاً المهمومون منهم بالبحث عن مخارج من الأزمة التي يمر بها. وسأحاول فيما يأتي أن أعرض، بعينٍ بحرينية، بعض الفرضيات المهمة التي تطرحها فريدة النقاش. وهي فرضيات تمزج بين ماركس وابن خلدون وتستحق أن يجرى التأمل فيها عند مناقشة الدور الذي يلعبه المثقفون الذين ينحدرون من الشرائح البرجوازية الصغيرة. فهؤلاء يحملون موروث هذه الشرائح المتأرجحة ويعبرون عن قلقها. فمن جهة هي فئة لا تنتمي إلى الطبقة العليا والشرائح المتنفذة في المجتمع ولا تتمتع بامتيازات هذه الطبقة. ومع أنها محرومة من ثمرات جهودها العقلية التي تحتكرها الطبقة العليا وحلفاؤها، إلا أنها تحظى بقدرٍ متفاوت ومشروط من الرعاية التي تجعلها تستمر في العطاء. ومن جهة أخرى، لا تنتمي هذه الفئة إلى الطبقة العاملة والفئات الكادحة ولا تعاني مما تعانيه هذه الطبقة من قهر واستغلال
.
.
.
.
.

No comments: