في السابع من هذا الشهر أصدرت جمعيتا العمل الوطني الديمقراطي والمنبر الديمقراطي التقدمي بلاغاً صحفياً مشتركاً عن انعقاد اجتماع موسع بين قيادة الجمعيتيْن للبحث في ‘’قضايا التنسيق الثنائي بينهما، ومناقشة دور التيار الديمقراطي ومهامه في المرحلة المقبلة’’. واعتبر البلاغ أن تطوير التعاون والتنسيق فيما بينهما سيكون ‘’مقدمة لإشراك قوى وشخصيات وطنية وديمقراطية أخرى من أجل بلورة يار ديمقراطي واسع في البلاد يناضل من أجل الحريات السياسية والدستورية، ومحاربة الفساد والدفاع عن القضايا المعيشية الحيوية لجماهير الشعب الكادحة، وصون حقوق المرأة والحريات المدنية’’. ا
.
قد يرى المتفاؤلون في البلاغ بداية منعطف تاريخي بينما أراه مجرد بلاغ صحفي لا تملك قيادتا الجمعيتيْن تفعيل ما فيه. وبمناسبة ذلك اللقاء طرح أخونا أحمد العبيدلي، من موقع الصديق الودود والمتواضع والقلق، عدداً من الأسئلة تتلخص، حسب فهمي لها، في ثلاثة محاور[2]. أولها يتعلق بما إذا كان اللقاء ظرفياً وموقتاً في الوقت الذي يتربص فيه كل فريق بالآخر. والثاني يتعلق بما سيتمخض عنه اللقاء من رؤية سياسية وإستراتيجيات لنموذج الوطن الذي ستناضلان من أجل بنائه. أما المحور الثالث فيتعلق بقدرة الجمعيتيْن على إقناع الناس بأنهما تغيّرتا. فالشعبُ حسب العبيدلي ينتظر من الجمعيتيْن ‘’منذ دخولهما العلنية مراجعة صريحة وتحديدات واضحة إزاء الماضي، وخططهما المستقبلية’’. ا
.
بسبب انشغالي في أمور المعيشة، لم أتمكن من متابعة ردود الجمعيتيْن المعنيتيْن على تلك الأسئلة. ولعل قارئا أو قارئة يتذكران أنني تناولتُ هذا الموضوع مراراً في محاولات فاشلة حتى الآن لتحريك النقاش حول أزمة التيار الوطني الديمقراطي. فمازلتُ على اقتناعي بأن أية محاولة جدية لاستنهاض التيار الوطني الديمقراطي تستلزم قيام مكوناته بمراجعة صريحة للماضي وخاصة القريب منه
.
.
المقال منشور في الوقت بتاريخ 14 أكتوبر 2008
.ا
No comments:
Post a Comment