حسناً فعَلَت ‘’الوقت’’ حين فتحت ملف العمالة الوافدة عشية حريق القضيبية الذي أودى بحياة 16 إنسانا ودمّر حياة عشرات آخرين ممن كانوا في المبنى نفسه أو من بين أهالي من مات ومن أصيب بتشوهات جسدية أو نفسية. فنحن في حاجة إلى إلقاء الضوء على هذا الجانب المظلم من حياتنا. هذا الجانب الذي ننظر إليه ولكننا لا نراه. ونحن بحاجة أيضاً إلى اكتشاف أن هؤلاء العمال الأجانب هم جزءٌ أساس من مجتمعنا وأنهم أصبحوا خيوطاً متداخلة لا يتماسك من دونها نسيج مجتمعاتنا. لقد شهدت مجتمعاتنا منذ بدء الطفرة النفطية الأولى في بداية السبعينات وحتى الآن، عمليات إعادة هيكلة معقدة لم تنحصر في تغييرات رقمية تمثلت في زيادة أعداد العمال الوافدين فحسب أو حتى في مظاهر تغيير عاداتنا وأساليب ممارستنا لحياتنا التي أصبحت لا تتم بشكل مرضٍ لدى كثيرين إلا بوجود الخادمة.أقول عمليات ‘’إعادة هيكلة’’ مجتمعاتنا كي أتحاشى إيقاع القارئ في وهم الاعتقاد أن ما شهدته بلادنا وبقية بلدان الخليج من تغيرات هي، في مجملها، تغيرات عشوائية أو أنها تمت من دون تخطيط أو متابعة
مقال منشور في جريدة الوقت 22 أغسطس 2006
No comments:
Post a Comment