Blog Archive

Wednesday, October 11, 2006

الائتلاف الانتخابي الوطني الواسع

.
يكرر بعض وجهاء الجمعيات السياسية هذه الأيام الدعوة إلى تشكيل قائمة انتخابية موحدة لمواجهة الاستحقاقات الانتخابية القادمة بما تحمله من احتمالات مقلقة حتى لأكثر هؤلاء الوجهاء تفاؤلاً. فمن الواضح إن تركيبة المجلس المنتخب المقبلة لن تتيح ما أتاحته انتخابات العام 2002 من فرص لقوى سياسية فقدت رصيدها الشعبي منذ زمن. بل وتبدو صياغة هذه الدعوة متوائمة مع مخاوف هؤلاء الوجهاء مما تعكسه الساحة الانتخابية، وهي بعدُ في بداية تسخينها، من اصطفاف القوى المنظمة الرئيسة في المجتمع وهي قوى دينية المظهر وطائفية الخطاب إلا أن لها جمهورها الذي يضمن لها تمثيلاً برلمانياً معتبراً. ا
.
وحين تتكرر الدعوة يتكرر أيضاً العتبُ على ‘’قوى المعارضة’’ التي يرونها ‘’عازفة عن بناء ائتلاف انتخابي وطني واسع’’. ولهذا لابد من قيامهم بتحذيرها من عواقب ‘’التلكؤ في بلورة صيغة الوطنية المشتركة جرياً وراء مصالح وحسابات خاصة’’. تبدو هذه الدعوة، ومثيلاتها بصياغات مختلفة، الموجهة ‘’للقوى والشخصيات الوطنية والديمقراطية’’ وليدة إحدى اثنتيْن، إما طيبة سياسية بالغة أو رغبة عارمة في استهبال الناس.ا
.
وحتى إن لم تكن كذلك فهي دعوة تأخرت أربع أو خمس سنوات عن موعدها. فلقد رأينا وحتى قبل أن يجف حبر التصويت على ميثاق العمل الوطني في 2001 كيف رفض الوجهاء أنفسهم كل دعوات تنسيق جهود تيارات العمل الوطني ورأينا كيف وُضعت العراقيل أمام المحاولات التي بُذلت في سبيل إقامة بديلٍ وطني لتعاضديات السلطة من جهة وللمشروعيْن الطائفييْن من الجهة الأخرى. بطبيعة الحال لم يختص طرفٌ واحد بوضع تلك العراقيل. بل كان جهداً مشتركاً إذا صحّ التعبير بذلته عدة أطراف لتوسيع الهوة بين تيارات العمل الوطني وتسريع تباعدها عن بعضها بعضاً. لقد كانت مُفاجئة حقيقية تلك السرعة التي تباعدت فيها
مقال منشور في صحيفة الوقت بتاريخ 10أكتوبر 2006
.

No comments: